
شهد مجلس النواب، اليوم الإثنين، لحظات من التوتر غير المسبوق نتيجة الاحتجاجات البرلمانية والحكومية التي اندلعت أثناء جلسة عمومية، إثر تلاوة أسماء وزراء وقياديين حزبيين من طرف إحدى النائبات البرلمانيات عن المعارضة.
ووفق ما رصده طاقم المشهد 24 من داخل القاعة، فقد تفجرت حالة من القلق والمشادات بعد أن قامت النائبة عائشة الكرجي، المنتمية للفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، بتلاوة لائحة تتضمن أسماء عدد من أعضاء الحكومة وزعماء أحزاب، في إشارة إلى غيابهم المستمر. الأمر الذي اعتبره نواب الأغلبية محاولة واضحة لتوظيف المؤسسة التشريعية في معارك سياسية، ما أثار سلسلة من الاحتجاجات البرلمانية والحكومية الغاضبة.
وارتفعت وتيرة الصراخ داخل الجلسة بشكل غير معتاد، ما اضطر رئيسة الجلسة إلى التدخل الفوري ومحاولة تهدئة الأوضاع، قبل أن تتخذ قرارا بتعليق أشغال الجلسة مؤقتا إلى حين عودة الانضباط.
أكثر فرق الأغلبية استياء كان الفريق الاستقلالي، الذي عبر عن رفضه المطلق لتضمين اسم الأمين العام لحزبه ووزير التجهيز والماء نزار بركة في لائحة “المتغيبين”، مشددا على أن ما جرى يمس بكرامة الحزب، مطالبا باتخاذ إجراء تأديبي في حق النائبة والاحتجاجات البرلمانية والحكومية التي أثارتها. كما أصر الفريق على ضرورة سحب كلامها من محضر الجلسة وتقديم اعتذار رسمي.
رئيسة الجلسة أوضحت، قبل تعليق الأشغال، أن النظام الداخلي لمجلس النواب يمنع بشكل صريح تلاوة أسماء الوزراء المتغيبين خلال الجلسات، مؤكدة أن هذه الممارسات تحذف من محاضر الجلسات ولا يعتد بها رسميا.
تعكس هذه الواقعة تصاعد حدة الاحتجاجات البرلمانية والحكومية داخل المؤسسة التشريعية، في سياق يعرف توترا بين الأغلبية والمعارضة بشأن عدة ملفات مرتبطة بالحكامة السياسية والحضور الحكومي، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل التنسيق داخل قبة البرلمان خلال الدورات المقبلة.