فن وثقافة

الرباط تحتفي بفن الحلي المغربي: تقديم رسمي لكتاب “حلي وزينة المغرب، متحف الأوداية”

شهد مقر كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، يومه الثلاثاء 13 ماي 2025، حفل تقديم الكتاب الفني الجديد “حلي وزينة المغرب، متحف الأوداية”، في مبادرة ثقافية تسلط الضوء على أحد أبرز مكونات التراث الحرفي المغربي.

وترأس حفل التقديم كل من السيد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والسيد مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، والسيد طارق صديقي، مدير مؤسسة دار الصانع، بحضور شخصيات وازنة من مجالات الثقافة، الفن، والإعلام، إلى جانب عدد من المهنيين والحرفيين المهتمين بالقطاع.

ويأتي هذا الحدث في سياق تفعيل الشراكة الاستراتيجية القائمة بين كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومؤسسة المتاحف الوطنية، ومؤسسة دار الصانع، والتي تهدف إلى توحيد الجهود من أجل صون وتثمين التراث الحرفي والمتاحفي الوطني، والترويج له وطنيا ودوليا.

الكتاب الفني، الذي يعد أول ثمرة لهذا التعاون المؤسساتي، يُقدم رؤية توثيقية وجمالية لفن الحلي المغربي التقليدي، مستندا إلى مقتنيات متحف الأوداية ومساهمات باحثين وخبراء في مجالات التاريخ، الأنثروبولوجيا، وفنون الزينة. ويستعرض العمل الفني مختلف أنماط الحلي المغربية – الحضرية، القروية، الصحراوية – مبرزا أبعادها الجمالية والرمزية والاجتماعية.

وأكد السيد لحسن السعدي، في كلمته خلال الحفل، أن “هذا الكتاب يمثل محطة مهمة في مسار تثمين الموروث الثقافي المغربي، خاصة في ما يتعلق بفن الحلي، الذي يعكس عبقرية الصانع التقليدي المغربي، وقدرته على الابتكار داخل إطار من الأصالة والرمزية”.

وأضاف أن هذا العمل يأتي ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى “تطوير منظومة حديثة، مندمجة وتنافسية لقطاع الحلي، قائمة على التكوين، الترويج، وحماية المهن التقليدية المهددة بالاندثار”.

من جانبه، أشار السيد مهدي قطبي إلى أن هذا المشروع “ليس مجرد كتاب، بل هو وثيقة مرجعية تُسهم في نقل ذاكرة فنية وإنسانية غنية إلى الأجيال القادمة، وتعزز من إشعاع التراث المغربي في المحافل الدولية”. وأبرز أن مؤسسة المتاحف الوطنية تواصل جهودها لجعل الثقافة في صلب الدينامية المجتمعية والاقتصادية للبلاد.

بدوره، أكد السيد طارق صديقي أن دار الصانع تضع ضمن أولوياتها مواكبة الحرفيين وتشجيع الإبداع المتجذر في الهوية المغربية، مبرزا أن هذا النوع من الإصدارات يساهم في تموقع المنتوج الحرفي المغربي ضمن السوق العالمية، من خلال تقديمه في صيغ فنية ومعرفية راقية.

ويشار إلى أن قطاع الحلي المغربي يشهد، خلال السنوات الأخيرة، نموا متزايدا على المستويين الوطني والدولي، حيث سجلت صادراته معدل نمو سنوي بلغ 31% ما بين سنتي 2019 و2024، رغم أن الأرقام لا تزال دون الإمكانات الحقيقية لهذا القطاع الواعد.

ويعد هذا الكتاب دعوة مفتوحة لاكتشاف غنى وتنوع فنون الزينة المغربية، ورسالة تقدير لكل الحرفيين الذين حافظوا على تقاليدهم وأبدعوا في تطويرها، بما يجعل من الصناعة التقليدية دعامة أساسية للهوية الوطنية ورافعة تنموية ذات أبعاد ثقافية واقتصادية واجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى