أخبار العالم

النزاع في السودان: مستجدات سياسية وأمنية وإنسانية في ظل التحديات المتفاقمة

التطورات السياسية:

أعلنت حكومة السودان في فبراير 2025، بعد مشاورات مع القوى الوطنية والمجتمعية، عن خارطة طريق سياسية تهدف إلى معالجة الأزمة القائمة في البلاد. وفي سياق الالتزام ببنود هذه الخارطة، قام فخامة السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بتعيين البروفيسور كامل الطيب إدريس رئيساً للوزراء. يُعتبر إدريس إحدى الكفاءات المدنية المستقلة المعروفة بخبراتها العملية والدولية الواسعة، حيث تقلد منصب مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية “وايبو” لعدة سنوات، وجاء هذا التعيين كجزء من خطوات تنفيذ خارطة الطريق التي تهدف إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في ختامها.

بعد توليه مهامه، شرع البروفسير كامل إدريس في تشكيل الحكومة عقب مشاورات مستفيضة مع القوى السياسية، حيث قام بتعيين عدد من الوزراء، وهو في طريقه إلى استكمال التعيينات في الوزارات الشاغرة بعد الانتهاء من المشاورات بشأنها.

تواصل الحكومة السودانية أداء مهامها عبر الانخراط في الفعاليات الدولية والإقليمية، ومؤخراً شارك رئيس مجلس السيادة الانتقالي في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية، الذي انعقد بمدينة إشبيلية بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإسباني. في هذا السياق، تواجه محاولات تحالف “تأسيس”، الذي يضم قوات الدعم السريع (RSF) وحلفاءها، لتشكيل حكومة موازية، رفضًا قاطعًا من قبل الدول الشقيقة والمنظمات الدولية، من ضمنها الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، ما يعكس تمسك المجتمع الدولي بسيادة السودان واستقراره ووحدة أراضيه.


التطورات العسكرية والأمنية:

في إطار النزاع في السودان، تمكنت القوات المسلحة السودانية، مدعومة بالقوات المساندة، من تحقيق سلسلة من الانتصارات ضد الميليشيا المتمردة، حيث استعادت السيطرة على العاصمة الخرطوم منذ مارس الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن 12 ولاية من أصل 18 أصبحت خالية من هذه الميليشيات، في حين ما تزال المواجهات قائمة في شمال وجنوب كردفان، إلى جانب ولايات دارفور الخمس (جنوب، شمال، شرق، غرب، ووسط دارفور).

لا تزال الميليشيات تحاصر مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، مع استمرار ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، وعدم الامتثال لقرار مجلس الأمن رقم 2736 الذي ينص على فك الحصار الفوري عن المدينة.


التطورات الإنسانية:

أسفر النزاع في السودان عن أزمة إنسانية عميقة، حيث عمدت الميليشيات إلى تدمير البنية التحتية في عدد من المناطق التي كانت تحت سيطرتها، واستهدفت منشآت مدنية من بينها المستشفيات، ومحطات المياه والكهرباء باستخدام الطائرات المسيّرة.

وتزايدت حدة النزوح الداخلي والخارجي، بينما عاد أكثر من 14,732 مواطناً إلى الخرطوم والولايات الآمنة. هذا في وقت تُسجل فيه تقارير دولية تدهورًا مقلقًا في مؤشرات الصحة والتغذية، إضافة إلى انتشار الأمراض والفيضانات في بعض المناطق المتضررة.

ورغم فتح الحكومة معابر برية وجوية لتيسير إدخال المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الوكالات الدولية، إلا أن قوات الدعم السريع استغلت بعض هذه المعابر لتهريب الأسلحة، وفق ما تؤكده تقارير أمنية دولية.


دور المملكة المغربية:

تتمتع العلاقات بين السودان والمملكة المغربية بمتانة تاريخية وتعاون متبادل في عدة مجالات. وقد واصلت الرباط دعمها الثابت للسودان على المستوى الإقليمي والدولي، انطلاقاً من حرص جلالة الملك محمد السادس على دعم القضايا الإفريقية العادلة، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتبرز مساهمة المغرب، خصوصاً من خلال مبادرات مثل دعم دول الساحل للاستفادة من المحيط الأطلسي، كمثال على الرؤية الملكية الهادفة إلى تعزيز التنمية المستدامة في القارة. ومن المنتظر أن يكون للمغرب دور محوري في إعادة إعمار المناطق المتضررة في السودان، خاصة مع توفره على خبرات متقدمة في الطاقة المتجددة والزراعة وإدارة الموارد المائية.


لمزيد من التفاصيل والمحتوى المرتبط:
اكتشف تحليلات معمقة وآراء الخبراء حول النزاع في السودان في قسم الشؤون الإفريقية على موقعنا، وابقَ على اطلاع دائم عبر مصادرنا المعتمدة داخل المنصة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى