أصبحت الغربان الهندية، التي تم جلبها من الهند إلى كينيا في الأصل لمكافحة النفايات، تشكل تهديدا كبيرا للسكان والبيئة. إذ تجاوز عددها 700 ألف غراب، ما أدى إلى تأثيرات سلبية على القطاعين الزراعي والسياحي، إلى جانب دورها في نقل الأمراض وإزعاج السكان بأصواتها وأعشاشها.
رغم تصنيفها كآفة بموجب قانون الحياة البرية في كينيا، وفشل الجهود الحكومية المتكررة للسيطرة على أعدادها، تستمر هذه الطيور في تهديد النظم البيئية وسبل عيش المزارعين. فالغراب الهندي يعتمد في غذائه على الطيور المحلية، الثدييات، والزواحف، مما أدى إلى تراجع أعداد الطيور الصغيرة التي تلعب دورا حيويا في مكافحة الآفات.
تلحق الغربان الهندية أضرارا كبيرة بالمحاصيل الزراعية والدواجن، حيث تهاجم الفراخ والبيض. ومع محاولات المزارعين القضاء عليها عبر التسميم، تنتقل أسراب جديدة من المناطق المجاورة، مما يبرز الحاجة إلى تعاون إقليمي لمواجهة هذه الطيور التي تتميز بسرعة التنقل.
في المناطق الحضرية، بات السكان يعانون من الإزعاج الناتج عن أصوات الغربان وتشويهها للبيئة الحضرية، إضافة إلى تأثيرها السلبي على المنشآت السياحية. كما أنها تشكل خطرا صحيا بنقلها أمراضا مثل فيروس غرب النيل ومرض نيوكاسل.
بدأت السلطات حملات للسيطرة على تكاثر الغربان باستخدام مادة “ستارليسيد”، وهي مادة آمنة بيئيا أثبتت فعاليتها. ورغم تحقيق بعض التقدم، فإن محدودية الموارد تعوق تحقيق نتائج شاملة.
يرجع أصل الغراب الهندي إلى الهند وأجزاء من آسيا، وقد أدخل إلى شرق إفريقيا في تسعينيات القرن التاسع عشر لمكافحة النفايات في زنجبار خلال الحقبة الاستعمارية البريطانية. لاحقا، انتشرت هذه الطيور إلى كينيا بسبب توافر القمامة والنمو السكاني، مما وفر بيئة مناسبة لتكاثرها.
يؤكد الخبراء أن الحلول التقليدية قد لا تكفي لمكافحة هذه الطيور الذكية، مما يستدعي استراتيجيات مبتكرة ودعما مستداما لحماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية في كينيا.