
شهدت مخيمات تندوف خلال الأيام الأخيرة انفلاتا أمنيا غير مسبوق، بعدما تحولت المنطقة إلى مسرح لعمليات نهب وسرقة استهدفت مخازن التموين والممتلكات الخاصة، وسط غياب تام لميليشيات البوليساريو التي اكتفت بحماية مقراتها ومراقبة تحركات المدنيين، وفق ما كشفه منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي (فورتساين).
وأكد المنتدى أن الانفلات الأمني بمخيمات تندوف بلغ ذروته ليلة السبت، بدائرة تشلة بمخيم أوسرد، حيث اقتحمت مجموعة ملثمة مخازن التموين وأطلقت النار في الهواء لترهيب السكان، قبل أن تنهب المؤن والأموال وتسطو على خيمة إحدى العائلات الميسورة. وقد خلف الهجوم حالة من الرعب الشديد بين النساء والأطفال، فيما خيّم الخوف على عموم الساكنة.
وحسب المنتدى، فإن شهود عيان أكدوا أن المهاجمين استعملوا سيارة رباعية الدفع، وأطلقوا الرصاص لتخويف الأهالي بعد محاولات بعضهم التصدي، في مشهد يعكس حالة الانفلات الأمني المتزايد داخل مخيمات تندوف، حيث باتت هذه الأخيرة فضاءً يغيب فيه القانون وتنتشر فيه مظاهر العنف وتصفية الحسابات.
وأشار المصدر ذاته إلى أن ميليشيات البوليساريو غابت تماما عن حماية المدنيين، وبدت عاجزة عن فرض النظام، مما جعل المخيمات تعيش على وقع فوضى أمنية خانقة. وتابع المنتدى أن هذه الأحداث أعادت إلى الأذهان مشاهد مماثلة شهدتها المخيمات في فترات سابقة، تؤكد أن الانفلات الأمني بمخيمات تندوف أصبح واقعا مقلقا يهدد حياة السكان.
وفي سياق القرار الأممي الأخير الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، أوضح المنتدى أن جبهة البوليساريو فرضت حظرا شاملا للتجول داخل المخيمات ومنعت أي مظاهر احتفال، في محاولة لطمس ردود الفعل المؤيدة للقرار الأممي وللمغرب. وهو ما اعتُبر تعبيرًا عن تخبط الجبهة وارتباك قيادتها بعد صدور القرار.
كما ذكر المنتدى أن الانفلات الأمني بمخيمات تندوف رافقه تضييق كبير على حرية الحركة والتعبير، حيث نشرت ميليشيات البوليساريو عناصرها في كل الاتجاهات لمنع أي تجمهر أو تواصل بين السكان، مما خلق أجواء من الهلع والارتباك. وفي الوقت نفسه، عبّر عدد من القاطنين عن سعادتهم بالقرار الأممي باعتباره خطوة نحو حل سلمي يضمن الكرامة والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وأكد المنتدى أن الخطاب الملكي الأخير دعا إلى اغتنام الفرصة التاريخية التي يمنحها مشروع الحكم الذاتي للمّ الشمل في إطار المغرب الموحد، مبرزًا أن لا فرق بين المواطن الصحراوي العائد من المخيمات وأي مغربي يعيش داخل الوطن.
وختم المنتدى بالقول إن جبهة البوليساريو تعيش حالة من “الانتحار السياسي”، إذ انسحبت من المفاوضات الأممية وانعزلت عن الشرعية الدولية، في وقت يحقق فيه المغرب نصرًا دبلوماسيًا جديدًا يعكس قوته وواقعيته في الدفاع عن قضيته الوطنية، فيما تبقى مخيمات تندوف غارقة في فوضى الانفلات الأمني والعجز القيادي.






