
بقلم ابتسام الغلمي
أكد إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثاني عشر للحزب المنعقد ببوزنيقة، أن ما يعيشه المغرب من احتجاجات شبابية لا يمكن اعتباره مجرد ردود فعل عابرة، بل هو تعبير عميق عن قلق مجتمعي شامل، يسائل الدولة حول أساليب تدبيرها وتمركز القرار والثروة في يد قلة محدودة.

وقال لشكر في كلمته مساء الجمعة: “لن أعود إلى الإرث الثقيل الممتد منذ سنة 2011 إلى اليوم، لكن يجب أن نتساءل: هل ما زال الفعل السياسي قادرا على تحمل مزيد من التراخي؟ وهل يمكن الاستمرار في تجاهل نبض الشارع وحركات الشباب؟”.
وشدد زعيم حزب “الوردة” على أن غياب الوضوح الفكري والجرأة السياسية في تقديم الحلول ومتابعتها بآليات عملية، إلى جانب التقاعس عن المحاسبة، كلها عوامل ساهمت في تآكل الثقة بين الفاعل الحكومي والمواطنين.

وأوضح لشكر أن ما يصفه البعض بكونه مجرد “صرخة شبابية” هو في جوهره تعبير عن أزمة ثقة يعيشها المجتمع بأكمله، معتبراً أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب إعادة بناء المشروع السياسي والاقتصادي على أساس ارتباط حقيقي بالمجتمع، بعيداً عن التوافقات الضيقة بين النخب.
وأشار إلى أن الثورة الرقمية غيّرت بشكل جذري فضاءات النقاش العمومي، حيث لم تعد الساحات أو الصحف أو الجامعات هي المنابر الوحيدة، بل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المنصات الأكثر تأثيراً في تشكيل الرأي العام.
ودعا لشكر الاتحاديين إلى التعامل الإيجابي مع هذا التحول الرقمي، عبر استثماره في توسيع دائرة التواصل واستقطاب الشباب والنساء والطبقات الوسطى، وجعل الرقمنة وسيلة للتربية السياسية والتعبئة الاجتماعية.
كما شدد على ضرورة تبني نماذج تنظيمية جديدة تتجاوز البنية الهرمية التقليدية، نحو شبكات أفقية منفتحة تضم جمعيات ومبادرات مدنية تشاركية، مع إعادة تعريف العضوية الحزبية لتكون أكثر مرونة وانفتاحاً، بما يتيح مشاركة أوسع في العمل السياسي.






