
حلّ وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، بمدينة العيون، مساء يوم الاثنين 17 فبراير 2025، برفقة نظيرته الفرنسية رشيدة داتي والسفير الفرنسي بالمملكة كريستوف لوكورتييه، في زيارة غير مسبوقة على مستوى الوزراء، تجسيدا للموقف الفرنسي الداعم لسيادة المغرب على صحرائه.
وخلال الزيارة، تم إطلاق الرابطة الفرنسية بالعيون رسميا، إلى جانب توقيع اتفاقيات تعاون تتعلق بالمجالين الثقافي والفني، وذلك خلال حفل أقيم بمقر الخزانة الوسائطية الكبرى في المدينة.
وفي تصريح لوسائل الاعلام أكد محمد مهدي بنسعيد أن هذه الزيارة تعكس الاتفاق التاريخي الذي وقع أمام أنظار العالم بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
من جانبها، أشادت رشيدة داتي بأهمية هذه الزيارة، ووصفتها بأنها الأولى من نوعها للأقاليم الجنوبية، معتبرة أنها تحمل أبعادا سياسية تعكس الموقف الفرنسي التاريخي من قضية الصحراء المغربية، إضافة إلى أهداف ثقافية وفنية، من بينها اتفاقية تهدف إلى إثراء متحف “نطوان دو سانت إكزوبيري” في طرفاية. كما أعربت عن سعادتها بلقاء أعضاء الرابطة الفرنسية في العيون بالخزانة الوسائطية الكبرى محمد السادس.
وخلال حديثها عن مهام الرابطة الفرنسية، أبرزت الوزيرة الفرنسية رؤيتها المستقبلية التي تشمل التكوين والتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، مؤكدة حرص فرنسا على إشراك الشباب المغاربة في عروضها الثقافية والفنية، ومشيدة بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين المغرب وفرنسا، خاصة بعد الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء.
كما تخللت الزيارة توقيع اتفاقية شراكة بين الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والسفارة الفرنسية. ووصفت رئيسة الجامعة، سلمى بناني، هذه الاتفاقية بأنها تتويج للجهود الإنسانية التي تبذلها الجامعة منذ تأسيسها، مؤكدة التزامها بفتح أبواب برامجها التكوينية أمام الشباب، لا سيما المنتمين إلى الفئات الاجتماعية الهشة.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، زار المسؤولان الوزاريان قصبة طرفاية وموقع “كاسا ديل مار”، الحصن التاريخي الذي بناه المستكشف الإسكتلندي دونالد ماكنزي عام 1882، والذي سيخضع لعملية ترميم. كما زارا متحف سانت إكزوبيري، الذي يخلد ذكرى الكاتب والطيار الفرنسي الشهير، ويعد وجهة سياحية بارزة تعكس البعد التاريخي والثقافي للمنطقة.