
الداخلة – يخلد الشعب المغربي وأسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم الخميس 14 غشت 2025، الذكرى الـ 46 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، الحدث التاريخي الذي رسخ الوحدة الترابية للمملكة وجسد ملحمة وطنية في مسار استكمال الاستقلال.
في 14 غشت 1979، وفدت وفود علماء وأعيان وشيوخ قبائل وادي الذهب إلى الرباط، لتجديد البيعة للمغفور له الملك الحسن الثاني، معبرين عن تشبثهم بالعرش العلوي ووحدة التراب الوطني من طنجة إلى الكويرة. وقد شكل هذا اليوم محطة مفصلية في مسيرة الوحدة التي قادها بعبقرية الملك الحسن الثاني، مبدع المسيرة الخضراء.
تميز هذا الحدث الرمزي بقيام جلالته بتوزيع السلاح على أبناء القبائل الصحراوية، تأكيدا على مواصلة الدفاع عن إقليم وادي الذهب والوحدة الترابية، وإحباط كل مخططات خصوم المغرب. وبعد شهور قليلة، زار الملك الحسن الثاني الإقليم مجددا، مجسدا الارتباط الوثيق بين العرش والشعب.
منذ استرجاع إقليم وادي الذهب، شهدت الأقاليم الجنوبية أوراشا كبرى ومشاريع تنموية شاملة في مجالات البنية التحتية، الاقتصاد، التعليم، والثقافة، بفضل الرعاية الملكية المستمرة. ويشكل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2016، خطوة حاسمة نحو جعل الداخلة وادي الذهب قطبًا اقتصاديًا إقليميًا.
وتؤكد المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن تخليد ذكرى استرجاع إقليم وادي الذهب كل سنة، فرصة لاستحضار قيم الوطنية والتضحية، وتجديد التعبئة الشاملة لمواجهة كل التحديات، متمسكين بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع المفتعل.
ويشمل برنامج الاحتفال لهذه السنة مهرجانا خطابيا بولاية جهة الداخلة – وادي الذهب، وتكريم قدماء المقاومين، وتوزيع مساعدات اجتماعية، إلى جانب أنشطة ثقافية وتربوية بفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة عبر التراب الوطني.