
في ظل تزايد التحذيرات من آثار إدمان وسائل التواصل الاجتماعي وارتفاع معدلات السهر الليلي بين فئات واسعة من الشباب، اقترحت الدكتورة فرقان ماهر، أستاذة جامعية، قطع خدمة الإنترنت ليلا من الساعة 12 منتصف الليل إلى السادسة صباحاً، كخطوة عملية نحو تحقيق ما يُعرف بـ”ديجيتال ديتوكس (Digital Detox)”.
الهدف من المقترح، وفق ما أكدته الدكتورة، هو إعادة تنظيم النوم، وتخفيف مظاهر العزلة الاجتماعية داخل الأسر، فضلا عن الحد من تعرض الشباب لما يُعرف بـالسموم الرقمية، التي تنعكس سلباً على التركيز والنشاط الذهني والتواصل الأسري.
لماذا قد نحتاج لـ”فصل النت” ليلا؟
تشير دراسات متعددة إلى أن الاستخدام المكثف للهواتف الذكية في ساعات الليل يخل بالتوازن البيولوجي ويؤثر على جودة النوم، ما يعزز الحاجة إلى استراحة رقمية منظمة. ويبرز هنا دور تقنيات مثل حظر الإشعارات وضبط حدود الاستخدام، لكن العديد من المختصين يعتبرونها غير كافية إذا لم تُرافق بتدخلات مجتمعية على نطاق أوسع.
وتظهر تقارير من منظمة الصحة العالمية أن النوم الرديء بسبب الاستخدام المفرط للأجهزة يرتبط بمشاكل إدراكية ونفسية عند فئة المراهقين والشباب. وفي هذا السياق، يرى البعض أن تطبيق مبدأ قطع الإنترنت ليلاً هو مدخل فعّال نحو تحسين جودة النوم واستعادة نمط حياة متوازن.
بين الحريات الفردية والصالح العام
في المقابل، يثير المقترح نقاشا مشروعا حول حرية الاستخدام الرقمي، خاصة لدى فئات تستعمل الإنترنت لأغراض مهنية أو تعليمية في تلك الساعات. وهنا تبرز الحاجة إلى مقاربة تشاركية بين المؤسسات التعليمية، ومزودي الخدمة، والمجتمع المدني من أجل وضع حلول مرنة لا تفرض القطيعة، بل تشجع على العادات الرقمية الصحية.
من التوصيات إلى التفعيل
المقترح الذي يعد من أبرز مبادرات إعادة التوازن الرقمي، قد يشكل جزءا من سياسات الصحة النفسية والوقاية الرقمية إذا تم دعمه رسميا من جهات مثل وزارة الصحة أو وزارة الاتصال، وبالتعاون مع مراكز أبحاث معنية بسلوكيات الشباب.