مجتمع

المهرجان الدولي للأشخاص في وضعية إعاقة يحتفي بدورته الـ16: “الفن المشترك بوابة للإبداع”

تشهد العاصمة المغربية الرباط، ما بين 11 و17 ماي 2025، تنظيم الدورة السادسة عشرة من المهرجان الدولي للأشخاص في وضعية إعاقة، الذي دأبت على تنظيمه جمعية التعاون الثقافي ومساندة الأشخاص في وضعية إعاقة، في تظاهرة أصبحت موعدًا سنويًا ثابتًا في الأجندة الثقافية المغربية والدولية.

وتأتي هذه الدورة في سياق وطني مميز، إذ تتزامن فعالياتها مع احتفالات المغاربة بالذكرى الثانية والعشرين لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ما يضفي على التظاهرة رمزية وطنية خاصة، ويمنحها زخمًا إضافيًا من حيث الحضور والتفاعل.

تحت شعار “الفن المشترك بوابة للإبداع”، يؤكد المهرجان هذا العام على رسالته الجوهرية في جعل الفنون أداة للاندماج ومجالا للتعبير الحر، خصوصا لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة. إنها دعوة مفتوحة لكسر الصور النمطية، وإبراز الطاقات الكامنة، وتقديم الإبداع كجسر للتواصل الإنساني يتجاوز الحدود والحواجز.

في بادرة تعكس عمق الروابط الثقافية بين البلدان العربية، تحل مملكة البحرين ضيف شرف على دورة هذه السنة، في خطوة تكرس الانفتاح العربي المشترك على قضايا الإعاقة والتمكين الثقافي. وتعد هذه المشاركة مناسبة لتبادل التجارب، واستعراض المبادرات الرائدة في العالم العربي لدعم الفنانين من ذوي الإعاقة.

تحول المهرجان، عبر مسيرته الطويلة، إلى منصة حقيقية للتمكين الثقافي والفني، حيث يلتقي الفنانون والمبدعون من داخل المغرب وخارجه لتقديم إبداعاتهم في مختلف الفنون: من المسرح والموسيقى، إلى الفنون التشكيلية، والرقص، والحكي، وغيرها من الأشكال التعبيرية. كما تشهد التظاهرة تنظيم ورشات تكوينية وندوات فكرية تلامس مواضيع حيوية، من قبيل الاندماج الاجتماعي، وتكافؤ الفرص، والعدالة الثقافية.

في تصريح لها، أكدت جمعية التعاون الثقافي ومساندة الأشخاص في وضعية إعاقة أن المهرجان يعد جزءا من رؤية شمولية تعتبر الثقافة مدخلا أساسيا لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. وتسعى الجمعية من خلال هذه المبادرة إلى تغيير الصورة النمطية حول الإعاقة، وتعزيز الاعتراف المجتمعي بمواهب وقدرات الأشخاص في وضعية إعاقة.

رغم النجاحات الكبيرة التي حققها المهرجان، إلا أن التحديات ما تزال مطروحة، خاصة على مستوى استمرارية الدعم، وتوسيع نطاق المشاركة، وجعل توصيات المهرجان أرضية لصياغة سياسات ثقافية دامجة على مدار السنة. ويظل الرهان الأكبر هو تحويل الفعل الثقافي إلى رافعة حقيقية للدمج والتمكين.

تشكل الدورة السادسة عشرة من المهرجان لحظة متميزة للاحتفاء بالإبداع في أبعاده الإنسانية النبيلة، وتأكيدا على أن التنوع والاختلاف هما أساس الغنى لا الإقصاء. في مهرجان الرباط، لا تمنح الكلمة فقط للإبداع، بل أيضا للأمل والتحدي، وللرغبة الجماعية في بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافا.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى