
في حفل استثنائي أقيم داخل مبنى الكابيتول بسبب الأجواء الباردة،مساء يوم الاثنين 20 يناير 2025، أدى دونالد ترامب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة السابع والاربعون، ليبدأ فترة رئاسية جديدة حملت معها وعودا كبيرة وتحديات جمة. اختار ترامب في خطابه التركيز على وحدة الصفوف والسلام، مؤكدا أن “العصر الذهبي بدأ الآن”، مما يعكس رؤيته الطموحة لتحقيق تحول شامل في البلاد.
وفي كلمته أمام الحضور، تعهد ترامب بأن يكون “صانع سلام وموحدا للصفوف”، مشيرا إلى أهمية التكاتف لمواجهة التحديات التي تواجه الولايات المتحدة. هذه الرسائل جاءت في وقت يعاني فيه المجتمع الأمريكي من انقسامات حادة على الصعيدين السياسي والاجتماعي، مما يجعل تحقيق هذه الوعود اختبارا حقيقيا لرئاسته.
ومن بين القضايا التي تناولها ترامب في خطابه، قضية الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس. أكد الرئيس الجديد عزمه على معالجة هذا الملف، مشيرا إلى أهمية تعزيز دور الولايات المتحدة كوسيط فعال في قضايا الشرق الأوسط. وتعد هذه الخطوة مؤشرا على أن إدارة ترامب تعتزم لعب دور محوري في المنطقة منذ البداية.
من الجانب الآخر، أثار الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن جدلا واسعا بإصداره عفوا مسبقا عن أفراد عائلته قبيل مغادرته المنصب. هذا القرار النادر أطلق موجة من التساؤلات حول دوافعه، حيث ينظر إليه كإجراء وقائي في مواجهة أي تحقيقات مستقبلية محتملة. ورغم الانتقادات، دافع بايدن عن قراره معتبرا أنه يهدف إلى حماية عائلته من “هجمات سياسية غير مبررة”.
يأتي تنصيب ترامب وسط ظروف استثنائية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي. ففي الداخل، تواجه البلاد انقسامات سياسية واجتماعية عميقة، بينما تلوح في الأفق تحديات دولية تتطلب حلولا جذرية وسريعة. وبينما يحمل ترامب وعودا براقة، فإن التحديات التي تنتظره قد تجعل من تحقيق هذه الوعود مهمة صعبة.
مع بداية هذا العهد الجديد، تتباين الآراء حول قدرة ترامب على الوفاء بوعوده وتحقيق السلام ووحدة الصفوف التي تحدث عنها. ومع التركيز على ملفات شائكة كقضية الرهائن الإسرائيليين والخلافات السياسية الداخلية، يبدو أن السنوات المقبلة ستكون حاسمة في تشكيل إرث رئاسته.
إنها بداية لعصر جديد في الولايات المتحدة، عصر مليء بالتوقعات والتحديات، حيث يبقى المستقبل مرهونا بقدرة الإدارة الجديدة على تحقيق التغيير المنشود وسط بيئة سياسية