اهتزّت منطقة تويسيت بإقليم جرادة، يوم الجمعة 12 دجنبر الجاري، على وقع فا.جعة إنسانية إثر العثور على جثث ثمانية مهاجرين غير نظاميين ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، لقوا حتفهم في ظروف مأسا.وية بسبب موجة البرد القارس والصقيع التي تعرفها المنطقة الحدودية الشرقية للمملكة.
وأفادت مصادر محلية بأن الضحايا فارقوا الحياة بعدما علقوا داخل خندق عميق يفصل بين الحدود المغربية والجزائرية، يتجاوز عمقه أربعة أمتار، حيث حالت برودة الطقس والظلام دون تمكنهم من تسلقه أو الخروج منه.
وأوضحت المصادر ذاتها أن محاولات العبور خلال الليل، مع الانخفاض الحاد في درجات الحرارة وابتلال الملابس بالكامل، تسببت في تدهور سريع لحالة المهاجرين الصحية، ما أدى إلى انخفاض حاد في حرارة أجسامهم وانتهى بوفاتهم.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن الضحايا ينحدرون من غينيا كوناكري والكاميرون ونيجيريا، من بينهم نساء، ما يزيد من مأساوية الحادث.
وتصف المصادر الخندق الحدودي بأنه يشكل خطراً حقيقياً على حياة المهاجرين غير النظاميين، خاصة خلال فصل الشتاء، حيث تتحول المنطقة ليلاً إلى فضاء شديد الخطورة بسبب الصقيع وقساوة الظروف المناخية.
وفي سياق متصل، أكدت نتائج التشريح الطبي المنجز تحت إشراف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بوجدة أن الوفاة ناجمة عن التعرض المطول لدرجات حرارة منخفضة جداً، دون تسجيل أي مؤشرات على أسباب أخرى.
ووفق المصادر نفسها، فقد تم دفن ستة من الضحايا يوم الجمعة، فيما جرى تأجيل دفن جثتين بعد التعرف على هويتهما، وذلك بطلب من أسرتيهما.
