
وجّه الدكتور منير بحري، رئيس حزب التجديد والتقدم، رسالة سياسية مباشرة إلى مناضلات ومناضلي الحزب، عقب انعقاد المؤتمر الاستثنائي بمدينة فاس، مؤكداً أن المرحلة الحالية “لحظة دقيقة” تتطلب وضوحاً في الرؤية وانخراطاً جماعياً في بناء مسار جديد يعيد للحزب مكانته داخل المشهد السياسي الوطني.
وأوضح بحري أن المؤتمر الأخير أبرز بجلاء أن زمن التردد والمقاربات الضيقة قد انتهى، مشدداً على أن الحزب مُطالب اليوم بالانتقال إلى مستوى أعلى من التنظيم والفاعلية. وأضاف أن “مسؤوليتنا المشتركة تفرض الارتقاء بآليات العمل الحزبي بما ينسجم مع تطلعات المغاربة وانتظارات المرحلة”.
كما أكد أن مشروع الحزب يستمد شرعيته من التحام الشعب المغربي بقيادته الملكية، هذا التحالف الذي شكّل قاعدة صلبة لاستقرار الدولة واستمرارية الإصلاحات الكبرى.
وجه رئيس الحزب رسائل مباشرة للمناضلات والمناضلين، معتبراً أنهم القوة الحقيقية لأي تغيير، سواء داخل الهياكل التنظيمية أو في المجتمع. وقال إن “المرحلة المقبلة لن تُبنى بالشعارات، بل بالعمل الجاد والمبادرات المسؤولة”.
وأضاف أن المغرب اليوم يحتاج إلى كفاءات سياسية مخلصة، قادرة على تقديم مشاريع واقعية تخدم المواطنين تحت شعار: الله، الوطن، الملك.
وكشف بحري أن الحزب شرع فعلياً في مرحلة إعادة الهيكلة التنظيمية استعداداً للاستحقاقات السياسية المقبلة، مشيراً إلى أنه سيتم قريباً عقد اجتماع للمجلس الوطني بمدينة طنجة من أجل انتخاب اللجان المتبقية واستكمال بناء الأجهزة التنظيمية بما يتماشى مع طموحات الحزب.
ولم يفوّت رئيس الحزب الفرصة دون التعليق على الوضع السياسي العام، حيث اعتبر أن أداء الحكومة الحالية اتسم “بالارتباك” وأن بعض الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية كان يمكن تفاديها لو توفرت رؤية حكومية مندمجة وشجاعة.
مع ذلك، أكد أن طموح حزب التجديد والتقدم لا يقتصر على المشاركة في الحكومة أو الفوز الانتخابي، بل يقوم أساساً على الإسهام في بناء مسار وطني قوي يعزز الدولة ويصون استقرارها ويفتح المجال لتصحيح الاختلالات متى دعت الضرورة.
وختم الدكتور منير بحري رسالته بتجديد ثقته في مناضلات ومناضلي الحزب، معتبراً أن ما ينتظرهم يتطلب الانضباط وروح المسؤولية والعمل المنظم لإعادة بناء موقع الحزب داخل الساحة السياسية، وتقديم نموذج حزبي يحترم ذكاء المغاربة ويخدم الصالح العام






