عرفت مدينة كلميم خلال اليومين الماضيين تدهورا غير مسبوق في وضعية النظافة، بعدما غمرت الأزبال والنفايات شوارعها وأزقتها، مخلفة روائح كريهة أضحت تزكم الأنوف وتشوه صورة المدينة. مشهد صادم يضع ساكنة المنطقة أمام واقع بيئي غير صحي، ويثير غضبا متصاعدا حول أداء الشركة المفوض لها تدبير القطاع.
في هذا السياق، عبر حزب جبهة القوى الديمقراطية بكلميم عن “أقسى عبارات التنديد والأسف” إزاء ما آلت إليه الأوضاع، مؤكدا أن الشركة المشرفة على قطاع النظافة أبانت عن عجزها عن مواكبة هذا المرفق الحيوي، بسبب مشاكل متراكمة منذ مدة، وهو ما جعلها تفشل في تحمل مسؤولياتها تجاه الساكنة.
وطالب الحزب الجهات الوصية بضرورة التدخل العاجل واتخاذ تدابير صارمة في حق الشركة المفوضة، التي أوصلت المدينة إلى هذا الوضع المؤسف، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة إيجاد حلول مستعجلة لشغيلة القطاع، التي تعاني من تأخر صرف مستحقاتها وتشتغل في ظروف قاسية، رغم أنها الواجهة الأولى في مواجهة الأزبال ومخاطرها الصحية.
ولم يفت الحزب التأكيد على أن موقفه نابع من غيرته على المدينة ورفضه للوضع البيئي الكارثي، نافيا أن يكون للبلاغ أي علاقة بحسابات أو تحضيرات سياسية أو انتخابية.
إن أزمة كلميم اليوم، وفق متابعين، تضع المسؤولين المحليين أمام امتحان حقيقي: فإما تفعيل الجزاءات وإيجاد حلول عملية تعيد الثقة للساكنة، أو استمرار مشهد الأزبال الذي يختزل هشاشة تدبير المرافق العمومية، ويحول حق المواطن في بيئة سليمة إلى شعار معلّق دون تفعيل.
