بقلم ابتسام الغلمي
انعقدت صباح اليوم الإثنين 7 يوليوز 2025، الدورة العادية لمجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، وذلك بمقر الجهة، بحضور رئيس المجلس السيد رشيد العبدي، وأعضاء المجلس، حيث تمت المصادقة على مجموعة من المشاريع الاستراتيجية التي تهم عدة قطاعات حيوية تمس الحياة اليومية للمواطن.
وفي تصريح خص به جريدة المشهد 24، أكد السيد رشيد العبدي أن هذه الدورة كانت “مهمة واستثنائية”، بالنظر إلى نوعية النقاط المدرجة في جدول الأعمال، خاصة تلك التي تعزز البنية التحتية وتحسن ظروف العيش، مشددا على أن المجلس يواصل تنزيل رؤيته التنموية بشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية.
خط فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش بـ 48 مليار درهم
من أبرز المشاريع التي تم التطرق إليها خلال الدورة، مشروع الخط الفائق السرعة الرابط بين القنيطرة ومراكش، والذي سيتطلب غلافا ماليا قدره 48 مليار درهم، ستساهم جهة الرباط سلا القنيطرة فيه بـ 16 مليار درهم. ومن المنتظر أن يتم تمويل هذا المشروع من طرف مؤسسات مالية وطنية ودولية على مدى خمس سنوات، إلى حدود سنة 2030.
وأكد العبدي أن هذا المشروع، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، سيشكل نقلة نوعية في التنقل بين المدن الكبرى وسيفتح آفاقا جديدة للمواطنين.
تعميم تجربة أسواق القرب الناجحة
وأشار رئيس الجهة إلى نجاح تجربة أسواق القرب في مدينة تمارة، حيث تم إدماج عدد من الباعة المتجولين في فضاءات تجارية منظمة ومحترمة، وهو ما ساهم في تحسين المشهد الحضري.
وتابع أن هذه التجربة سيتم تعميمها على مدن القنيطرة، سيدي قاسم، سيدي سليمان، والخميسات، مع تخصيص 30 مليون درهم لكل إقليم، لتأهيل فضاءات البيع ودعم الاقتصاد المحلي.
دعم الصحة والتعليم الفلاحي
خصص المجلس غلافا ماليا بـ 30 مليون درهم لدعم المنظومة الصحية بإقليم سيدي سليمان، بهدف توفير أطر طبية إضافية قادمة من مراكز مجاورة، وهو ما اعتبر بمثابة “خطوة اجتماعية نوعية” من طرف المجلس الجهوي.
كما تم الإعلان عن مشروع إحداث مدرسة عليا خاصة بتقنيات الفلاحة بإقليم سيدي قاسم، من شأنها أن تعزز البنية الأكاديمية وتواكب التحول الفلاحي بالجهة، وتوفر تكوينا حديثا لشباب الإقليم.
120 حافلة جديدة للنقل الذكي
وفي قطاع النقل الحضري، كشف العبدي أن الجهة ساهمت بنسبة 33% في تمويل مشروع اقتناء 120 حافلة ذكية، بغلاف مالي إجمالي يقدر بـ 417 مليون درهم. ويهدف هذا المشروع إلى تقوية شبكة النقل داخل الجهة، خاصة في الرباط وسلا وتمارة، وصولا إلى عين عودة والمناطق النائية.
وسيتم لاحقا توسيع المشروع ليشمل مدنا أخرى داخل الجهة، ضمن المرحلة الثانية من الاستراتيجية الجهوية للنقل.
اتفاقيات للرعاية الاجتماعية
كما تم التطرق خلال الدورة إلى توقيع اتفاقيات تهدف إلى تعزيز الرعاية الاجتماعية، من بينها دعم جمعية تهتم بـ محاربة التسول عبر إدماج المستفيدين في سوق الشغل، وتوفير تأطير اجتماعي وإنساني مناسب لهم.
تعكس دورة يوليوز لمجلس جهة الرباط سلا القنيطرة الدينامية المتجددة التي ينهجها المجلس في تنزيل مشاريع مهيكلة تستجيب لحاجيات المواطنين وتتماشى مع التوجيهات الملكية. وبين الاستثمار في النقل، وتقوية البنية الصحية، وتعميم أسواق القرب، يتأكد أن الجهة تمضي بخطى ثابتة نحو تنمية شاملة ومستدامة، تضع المواطن في صلب أولوياتها وتفتح آفاقا جديدة للتنمية المجالية والاجتماعية.
