في دورة جديدة من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، يواصل قطب تربية الماشية جذب اهتمام الزوار، مقدما رحلة غنية في عالم السلالات الحيوانية التي تشكل جزءا من التراث المغربي الأصيل.
وسط خيمة ضخمة مخصصة للمواشي، يعيش الزوار أجواء قروية حقيقية، حيث تختلط روائح البرسيم والأعشاب بروائح الحيوانات، مما يخلق تجربة فريدة تنقلهم إلى قلب عالم تربية الماشية. وقد صممت المسارات بعناية لتتيح للعائلات التجول بين الحظائر في ظروف مريحة وآمنة.
ويؤكد مربو الماشية المشاركون أن دورة هذه السنة تميزت بالتنوع الكبير للسلالات وجودتها، مما يعكس الجهود المبذولة لتحسين الإنتاج الحيواني وتطوير قطاع تربية الماشية بالمغرب.
يشكل جناح الماشية محطة رئيسية داخل الملتقى، حيث تعرض عشرات السلالات المحلية والمستوردة، من بينها أبقار “الليموزين” التي تثير الإعجاب بخصائصها الفيزيولوجية وجودة لحومها، إضافة إلى سلالة “الشاروليز” المعروفة بضخامتها وقدرتها على التكيف مع المناخ المغربي.
كما أثارت سلالة “الهولستين” اهتمام الزوار بفضل إنتاجيتها العالية للحليب، وهو ما أثار دهشة العديد ممن لم يكونوا على دراية بإمكانياتها الكبيرة.
من جهة أخرى، يجذب جناح النعام اهتمام الزوار بعرض طيور ذات ارتفاع شاهق وألوان مميزة، حيث يتم التعريف بالخصائص البيولوجية لهذه الطيور وإبراز تأقلمها مع المناخ المغربي، إلى جانب تسليط الضوء على أوجه الاستفادة من لحومها وجلودها وبيضها.
ولم يغفل قطب تربية الماشية عرض التنوع الغني لسلالات الأغنام، حيث استحوذت سلالتا “الصردي” و”الدمان” على اهتمام العائلات والأطفال، لما تتميزان به من خصائص جينية ملائمة للبيئة المغربية.
كما حضيت سلالة “بني غيل” باهتمام خاص نظرا لتكيفها مع مناطق السهوب وجودة لحمها، مما أهلها للحصول على مؤشر جغرافي محمي.
وبالإضافة إلى ذلك، عرف جناح الماعز عرض سلالة “درعة” الصحراوية، المتميزة بفروها الأسود اللامع وقدرتها العالية على التحمل والإنتاج.
أما قسم الدواجن، فقد قدم عرضا مميزا للدجاج البلدي المغربي، مع إبراز أهمية الجهود المبذولة للحفاظ على هذا الإرث الجيني في مواجهة السلالات المستوردة.
وفي زاوية أخرى، شد جناح الأرانب العملاقة من نوع “فلاندر” انتباه الزوار، حيث عرضت سلالات تتميز بأوزانها الكبيرة، في مشهد أثار فضول الصغار والكبار على حد سواء.
واختتم قطب تربية الماشية فعالياته بحفل توزيع الجوائز، الذي كُرّم خلاله أفضل المربين وأجود السلالات، ليختتم أسبوعا كاملا من الاحتفاء بالتميز والإبداع في مجال تربية الماشية، مؤكدا مكانة الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس كموعد سنوي بارز على الساحة الوطنية.
