
في مشهد يعكس انحدارا مقلقا في مستوى النقاش السياسي بالمغرب، فجر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، جدلا واسعا عقب وصفه لكاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، لحسن السعدي، بـ”الشخص البئيس” الذي يحتاج إلى “إعادة التربية”.
الخرجة الإعلامية القوية لبنعبد الله جاءت ردا على اتهامات وجهها له السعدي بشأن “تحريض الساكنة” بمنطقة آيت بوكماز و”الركوب السياسي على احتجاجاتهم”، وهي اتهامات أثارت موجة استياء داخل الأوساط الحزبية المعارضة لما وصفوه بـالخطاب السياسي البئيس، الذي يطغى عليه طابع “الشخصنة في السياسة” بدل الحوار المؤسساتي.
وقال بنعبد الله، في حديثه لإحدى المنابر الإعلامية الوطنية، إن ما صدر عن المسؤول الحكومي “لا يمت بصلة إلى لغة الحوار المحترم”، مضيفا:”نحن نؤمن بالنقاش السياسي الراقي، ونتفاعل بإيجابية مع الانتقادات النزيهة، أما ما صدر عن هذا الوليد، فهو نموذج لـالخطاب السياسي البئيس، ويعكس افتقارا لأبسط قواعد المسؤولية السياسية”.
الأمين العام لحزب “الكتاب” لم يكتفِ بالرد، بل وجه نقدا مبطنا لحزب التجمع الوطني للأحرار، داعيا قيادته إلى “رفع المستوى”، قائلا: “هناك من لا يزال في القسم التحضيري للسياسة… حان وقت التكوين بدل التغذية بـتربية على الكراهية”.
ودافع بنعبد الله عن زيارته لمنطقة آيت بوكماز، مؤكدا أنها كانت جزءا من الدور الدستوري للأحزاب في التأطير والوساطة، مشددا على أن اللقاء مع السكان كان فرصة للاستماع لهمومهم وليس لـ”التهييج أو استغلال الاحتجاجات”، في إشارة منه إلى حملة انتقادات يقودها بعض المسؤولين ضد أي تحرك حزبي خارج الأطر الرسمية.
وحذر بنعبد الله من استمرار استعمال مفردات “تحريض الساكنة” كذريعة لقمع المبادرات السياسية الجادة، مشيرا إلى أن مثل هذه الممارسات تضعف الثقة في المؤسسات وتغذي الانغلاق. واعتبر أن إقحام الدولة في مثل هذه السجالات لا يخدم لا الحكومة ولا المواطن، بل يرسخ مناخا غير صحي تهيمن عليه الشعبوية والخطاب السياسي البئيس.
المواجهة الإعلامية بين الطرفين تسلط الضوء على التوتر المتصاعد بين الأحزاب السياسية، وتطرح تساؤلات حول حدود حرية التعبير السياسي داخل الحكومة، خصوصا حين تتحول كل زيارة ميدانية إلى تهمة جاهزة بـ”الركوب على الاحتجاجات”.