
السمارة – الأحد 29 يونيو 2025
في إطار التطورات الخطيرة التي تعرفها المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة السمارة، وفي أعقاب الاعتداءات المسلحة التي استهدفت مواقع قريبة من ثكنة تابعة لبعثة الأمم المتحدة عبر صواريخ ومقذوفات أطلقها تنظيم البوليساريو المسلح، قام الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، مرفوقا بوفد من أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني، يوم الأحد 29 يونيو 2025، بزيارة ميدانية إلى عين المكان للوقوف على حجم التهديد الذي تطرحه هذه الاعتداءات الجبانة على أمن المنطقة وسلامة سكانها.
حيث عاين الوفد آثار المقذوفات التي سقطت في محيط خال من السكان قرب الثكنة العسكرية الأممية، ووقف على الأثر النفسي الذي خلفه هذا التصعيد في صفوف المواطنين، مؤكدا دعم الحزب المطلق للقوات المسلحة الملكية وكل الأجهزة التي تسهر على حماية السيادة الوطنية، وفي لحظة مؤثرة من الزيارة، توجه الوفد إلى منزل الشهيد حمزة الجعايفري الذي سقط في هجوم سابق نفذته الميليشيات الانفصالية، حيث قدم الأمين العام، باسم الحزب، تعازيه ومشاعر التضامن لأسرة الشهيد، مشيدا بروحهم الوطنية العالية، ومجددا العهد لكل شهداء الوطن بأنهم سيظلون رموزا للتضحية والوطنية.
وبهذه المناسبة أكد حزب جبهة القوى الديمقراطية إدانته الشديدة لهذا التصعيد الخطير الذي طال حتى بعثة الأمم المتحدة لما يمثله من تهديد للاستقرار الإقليمي والسلم الدولي، كما حمل الجبهة الانفصالية كامل المسؤولية عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
مشددا على أن هذه الأفعال تندرج ضمن الأعمال الإرهابية التي تستوجب موقفا حازما من المنتظم الدولي، وأبرز أهمية دور البعثة الأممية في توثيق هذه الانتهاكات وحماية عناصرها، مطالبا الأمم المتحدة بضمان احترام التفويض الممنوح لها وفضح الاستفزازات المتكررة للجبهة، وجدد الحزب دعمه للقوات المسلحة الملكية والمؤسسات الأمنية المكلفة بحماية الحدود الوطنية وسلامة المواطنين.
مؤكدا أن قضية الصحراء المغربية تظل قضية إجماع وطني لا تقبل المساومة، ومعلنا انخراطه الكامل في كافة المبادرات السياسية والدبلوماسية الرامية إلى الدفاع عن وحدة التراب الوطني وفضح الأجندات المعادية للمغرب، ومن مدينة السمارة، جدد حزب جبهة القوى الديمقراطية التزامه الثابت بمبادئ الوطنية الصادقة، مؤكدا أن المغرب سيبقى موحدا وآمنا وصلبا في مواجهة كل المخططات العدائية.
فيما صرح الأمين العام مصطفى بنعلي من موقع سقوط المقذوفات، يوم الجمعة فاتح محرم، أن هذا الفعل الجبان في توقيته ورسالته يشكل استفزازا صارخا للقيم الدينية والإنسانية، ويعد خرقا واضحا للضوابط الدولية، مضيفا أن استهداف موقع أممي في يوم رمزي يعكس الطبيعة الإرهابية لتنظيم البوليساريو، الذي لا يتحرك بمنطق الكفاح المشروع.
بل بمنطق التهديد والفوضى، مشددا على العلاقة الوثيقة بين البوليساريو وحزب الله والنظام الإيراني برعاية جزائرية، وهو ما يستوجب تسريع تصنيف التنظيم كمنظمة إرهابية وتحمل المنتظم الدولي لمسؤولياته القانونية كاملة، وأكد بنعلي أن هذه الزيارة تأتي لتجديد التزام الحزب بالدفاع عن وحدة الوطن وكشف الوجه الحقيقي لكيان انفصالي خارج عن القانون الدولي.