مجتمع

نسخة كارثية من موازين: منع الصحافة، مطالب تعجيزية، وأجور صادمة للفنانين

تعيش دورة مهرجان موازين لهذه السنة على وقع جدل واسع، بسبب قرارات تنظيمية أثارت الكثير من الانتقادات. فقد بدأت بإقصاء الصحفيين من تغطية بعض السهرات، لتتواصل مع فوضى تنظيمية أربكت الجمهور، إلى جانب شروط خيالية فرضها عدد من الفنانين المشاركين.

فقد تم منع وسائل الإعلام من تغطية حفل الفنانة ماجدة الرومي بمسرح محمد الخامس، حيث أكدت الجهة المنظمة أن التصوير ممنوع تماما، باستثناء عدد محدود من القنوات الرسمية، ما أثار غضب عدد من الصحفيين والمصورين.
وأكدت مصادر إعلامية متطابقة أن المنظمين أبلغوا مختلف وسائل الإعلام بعدم السماح بالتقاط الصور أو تسجيل الفيديو، مع منح استثناءات محدودة للقنوات التلفزيونية الرسمية فقط.

وخلال سهرة الفنان التونسي صابر الرباعي، سمح بتوثيق الأغاني الثلاث الأولى فقط، قبل مطالبة الطاقم الصحفي بمغادرة القاعة، وهو ما اعتبر تضييقا على حرية التغطية.

في المقابل، حظي عدد من الضيوف بمعاملة تفضيلية، حيث وفرت لهم الجهة المنظمة سيارات فاخرة، ووجهت دعوات خاصة لحفلات استقبال بكولف دار السلام، قبل نقلهم إلى أماكن الحفلات، ثم إعادتهم لتناول العشاء في أجواء مغلقة استمرت حتى ساعات الصباح الأولى.

من جهة أخرى، عبر عدد من الحاضرين عن استيائهم من الظروف غير الملائمة داخل قاعة مسرح محمد الخامس خلال حفل الفنان كاظم الساهر، حيث تحولت الأجواء إلى ما يشبه “الحمام” بسبب غياب التكييف المركزي، والاعتماد فقط على مكيفات تقليدية غير فعالة، في ظل اكتظاظ شديد وحرارة مرتفعة أثرت على الجمهور والفنان على حد سواء.

أما حفل الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، فقد شهد فوضى غير مسبوقة، حيث دفع عدد كبير من الحاضرين ثمن التذاكر دون أن يتمكنوا من الدخول، بسبب سوء تدبير عملية التنظيم والاستقبال.

وإلى جانب هذه الفوضى، يستمر الغموض حول الأجور الضخمة التي تلقاها الفنانون، وسط تسريبات عن شروط مجحفة فرضها بعض النجوم، كالغناء لساعتين فقط مقابل مبالغ فلكية، واشتراط الإقامة في فنادق فاخرة والتنقل بسيارات خاصة.

وأفادت تقارير إعلامية أن شيرين عبد الوهاب اشترطت السفر بطائرة خاصة، ورفضت أي ظهور إعلامي أو إجراء مقابلات صحفية، بدعوى مرورها بظروف نفسية حساسة.

وقد أثارت بعض المشاهد خلال المهرجان موجة من الاستياء، من بينها لحظة أقدم فيها شاب على جرح نفسه خلال إحدى السهرات، بالإضافة إلى لقطة مثيرة للجدل ظهرت فيها الفنانة نادية العروسي وهي ترمي العلم الوطني، ما أدى إلى توقيف أحد الحاضرين الذي التقط العلم قبل أن يسقط على الأرض.

كما تفجر جدل واسع عقب حفل الفنانة اللبنانية نانسي عجرم، بعد ما قيل عن رفض رفع العلم الوطني خلال السهرة، ما أثار غضب فئات واسعة من المجتمع، التي رأت في ذلك إساءة غير مبررة لرمز سيادي يحظى بالإجماع الوطني.

وتتزايد الأصوات المطالبة بإعادة النظر في طريقة تنظيم مهرجان موازين، وضمان تكافؤ الفرص بين وسائل الإعلام والجمهور، في مقابل الامتيازات المبالغ فيها التي يحظى بها ضيوف “الدرجة الأولى”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى