إقالة السفير الجزائري في نواكشوط: اعتراف بفشل السياسة الجزائرية تجاه المغرب وموريتانيا

بعد ثلاث سنوات وثلاثة أشهر من شغله منصب السفير المفوض فوق العادة للجزائر في نواكشوط، تم استدعاء محمد بن عتو إلى الجزائر بشكل مفاجئ، ليستبدل بقائم أعمال قادم من القاهرة. أثارت هذه الإقالة تساؤلات واسعة حول أسبابها وتداعياتها، إذ تعتبر مؤشرا على اعتراف النظام الجزائري بفشل سياساته الدبلوماسية في موريتانيا، حيث باءت محاولاته بالفشل لتفريقها عن المغرب.
ورغم إقالته، يعد بن عتو أحد أبرز السفراء الجزائريين في موريتانيا، إذ تبنى خطابا هجوميا على المغرب، وشن حربا إعلامية ضد الصحافة الموريتانية، متهما إياها بخدمة مصالح “دولة معادية”. ردود الصحافة الموريتانية، التي اعتبرت اتهاماته سخيفة، عكست تمسك موريتانيا بحرية التعبير واستقلالية قراراتها، بعيدا عن محاولات الجزائر للضغط.
على الرغم من محاولاته لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وموريتانيا وإظهارها كشريك اقتصادي أول، بقيت العلاقات الموريتانية-المغربية في مركز الاهتمام، حيث رفضت موريتانيا أي مبادرات تضعف علاقاتها بالمغرب.
تشير خطوة استبدال السفير بقائم أعمال إلى استياء جزائري من موقف موريتانيا الذي قد يتجه لدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في قضية الصحراء. وقد تفسّر هذه الخطوة على أنها رسالة ضمنية إلى موريتانيا بضرورة مراجعة مواقفها، خاصة في ظل اللقاء الأخير بين الملك محمد السادس والرئيس الغزواني، الذي أشار إلى تقارب متزايد بين البلدين.
إن فشل النظام الجزائري في استقطاب موريتانيا يعكس أزمة دبلوماسيته المغاربية، التي تركزت لعقود على عزل المغرب عن عمقه الإفريقي، وهو ما رفضته موريتانيا بشكل قاطع، متمسكة بعلاقاتها الاستراتيجية مع المغرب رغم الضغوط الجزائرية