مجتمع

القصر الكبير.. بين صور الرئيس في حملات النظافة والواقع الذي تنقله عدسات المواطنين

تعيش مدينة القصر الكبير منذ أيام على وقع جدل واسع بعدما واصل رئيس جماعة القصر الكبير، محمد السيمو، الظهور في فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يرافق عمال النظافة في عدد من الأحياء، مقدّماً نفسه في إطار “مواكبة حملة النظافة” التي تشرف عليها الجماعة.

السيمو نشر مقاطع متعددة على الصفحة الرسمية للجماعة، يظهر فيها وسط أكوام الأزبال أو داخل الشوارع وهو يوجه العمال ويشرف على عملية جمع النفايات، في محاولة لإعطاء الانطباع بأن المدينة تعرف نهضة في قطاع النظافة بعد موجة انتقادات واسعة من قبل الساكنة حول سوء تدبير هذا المرفق الحيوي.

لكن في المقابل، تعكس الصور التي توصلت بها الجريدة وضعاً آخر مختلفا تماما؛ إذ تظهر أحياء عديدة غارقة في النفايات ومظاهر الإهمال، ما يدلّ على أن الواقع لا ينسجم مع الخطاب التسويقي الذي يتم الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ورغم أهمية التواصل مع المواطنين، فإن العديد من المتابعين يرون أن ظهور الرئيس في فيديوهات قصيرة لا يمكن أن يعوّض عن خطة عمل حقيقية لتحسين جودة خدمة النظافة بشكل جذري، خصوصاً أن القطاع يُعدّ أحد أكثر الملفات حساسية في المدينة.

وتشير المعطيات الميدانية إلى استمرار تراكم النفايات في عدد من النقاط السوداء، وضعف المراقبة اليومية، وغياب آليات فعالة للمتابعة، ما يجعل سكان القصر الكبير يتساءلون:

“واش الفيديوهات اللي كاتصور وسط العمال هي اللي غادي تغيّر الواقع؟ ولا خاص حلول عملية على الأرض؟”

الساكنة تطالب بمهام واضحة.. لا صور عابرة

مصادر محلية أكدت أن المواطنين ينتظرون تحسينات ملموسة تشمل:

رفع وتيرة جمع النفايات بشكل يومي ومنتظم.

توفير حاويات كافية في الأحياء الهامشية.

مراقبة الشركة المفوض لها التدبير ومحاسبتها على الاختلالات.

إطلاق مخطط بيئي حقيقي يضع القصر الكبير في مصاف المدن النظيفة.

وتبقى الصور التي وثقها السكان اليوم—والتي توصلت بها الجريدة—شاهداً واضحاً على الفجوة بين الفيديوهات الرسمية والحالة الواقعية التي تعيشها أحياء المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى