
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، انطلقت من 22 إلى 24 أكتوبر 2025 أشغال المؤتمر الدولي السابع للهندسة القروية، تحت شعار: “تدبير المياه من أجل فلاحة مستدامة وقادرة على التكيّف في إفريقيا”. ويشكل هذا المؤتمر منصة علمية بارزة لتبادل الخبرات حول التحديات المائية في القارة الإفريقية ودور الابتكار والتكنولوجيا في تحقيق الأمن المائي والغذائي.

عرف المؤتمر مشاركة متميزة لمسؤولين وخبراء من المغرب ودول إفريقية وعالمية، من بينهم وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووالي جهة فاس – مكناس، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وإقليمية متخصصة في مجالات الماء والتنمية المستدامة. كما حضر السيد عزيز فرتاحي، رئيس الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية والري وصرف المياه، وعدد من السفراء والباحثين والخبراء، مشددين على أهمية المؤتمر كفضاء لتبادل التجارب وتعزيز التعاون الدولي في إدارة الموارد المائية والفلاحة المستدامة.

ينظم المؤتمر الجمعية الوطنية للتحسينات العقارية والري وصرف المياه والبيئة (ANAFIDE)، بصفتها فاعلا وطنيا ودوليا في مجالات الماء والفلاحة المستدامة، وعضوا في هيئات دولية مرموقة مثل اللجنة الدولية للري والصرف (CIID) واللجنة الدولية للهندسة القروية (CIGR) والمجلس العالمي للمياه. ويأتي تنظيم الدورة الحالية بناءً على طلب الجمعية الإفريقية للهندسة القروية (PASAE)، بعد النجاح الكبير للدورة الثانية بالرباط سنة 2019، وبشراكة مع مؤسسات دولية بارزة مثل الجمعية الأمريكية للهندسة القروية (ASABE) والجمعية الأمريكية لتحديث الفلاحة في إفريقيا (AMAA).

ويبرز المغرب دولياً بفضل ديناميته في مجال تدبير المياه والفلاحة المستدامة، حيث تم انتخابه ثلاث مرات متتالية نائباً لرئيس اللجنة الدولية للري والصرف، مكلفاً بتنسيق اللجان الإفريقية عبر السادة: أحمد البوعاري (2018-2021)، عزيز فرتاحي (2021-2024)، ومحمد بوعام (2024-2027). كما نظمت ANAFIDE مؤتمرات كبرى أخرى، أبرزها المؤتمر الإفريقي الخامس للري والصرف بمراكش سنة 2021 والمؤتمر الدولي العاشر للري الموضعي بالداخلة سنة 2023.
وسلط المؤتمر الضوء على إشكالية ندرة المياه في القارة الإفريقية الناتجة عن ضعف التساقطات، التغيرات المناخية والاستغلال المفرط للمياه الجوفية. كما استعرض الجهود المغربية في هذا المجال تحت القيادة الملكية السامية، من خلال بناء السدود، وتحلية مياه البحر، وترشيد الاستهلاك، وإعادة استعمال المياه المعالجة، إضافة إلى مشاريع نوعية مثل ربط حوض سبو ببورقراق لتعزيز الأمن المائي.

وأكد المشاركون على ضرورة تعزيز التعاون الإفريقي في مجال الماء، وتوحيد الجهود للمشاركة الفاعلة في النقاشات البيئية العالمية، خصوصاً خلال مؤتمر الأطراف COP30 المزمع عقده بالبرازيل أواخر نوفمبر 2025.
ويشمل البرنامج العلمي والتقني للمؤتمر ثمانية محاور رئيسية، هي السياسات والأطر التنظيمية، تعبئة المياه ومعالجتها، الاستخدام الرشيد للمياه، الأنظمة الفلاحية والغذائية والطاقة، التكنولوجيات الحديثة، التغير المناخي، حماية الأحواض المائية والتربة، وريادة الأعمال ونقل التكنولوجيا. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي بأهمية إدارة الموارد المائية بشكل مستدام، وتشجيع الالتزام السياسي والعلمي لإيجاد حلول فعالة للتحديات المائية التي تواجه القارة الإفريقية والعالم.






