
الرباط – المشهد24
انطلق الموسم الدراسي 2025-2026 للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية بالرباط، ضمن احتفالية نظمتها جمعية سفراء السعادة تحت شعار “التربية الدامجة حق وعيش مشترك”.
وشهد الحفل عروضا فنية مبهجة قدمها الأطفال، وعكس حضور الأسر والأطر التربوية التزام المجتمع المدني بإنجاح تجربة التعليم الدامج، الذي يهدف إلى إدماج الأطفال في وضعية إعاقة ضمن المنظومة التعليمية، بدءا من الابتدائي وصولا إلى التعليم العالي وسوق الشغل.
في تصريح لجريدة المشهد24، أكد منير ميسور، رئيس جمعية سفراء السعادة، أن الموسم الحالي شهد ارتفاع عدد الأطفال المسجلين مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرا إلى أن خمسة أطفال تم تتويجهم والتحقوا هذا الموسم بالثانوي الإعدادي، ما يمثل نجاحا ملموسا لمجهودات الجمعيات والأطر التربوية.

لكن ميسور لم يخف قلقه من الوضع الحالي، مشددا على أن استمرارية برنامج التربية الدامجة مهددة بسبب توقف الدعم من صندوق التماسك الاجتماعي، وضبابية الجهات الوصية عليه. وأضاف أن هذا الوضع يجعل العديد من الجمعيات غير قادرة على تأمين متطلبات التدريس، بما في ذلك أجور الأطر التربوية وشبه الطبية.
وأشار المتحدث إلى أن الجمعيات اليوم تسائل عن مصير صندوق التماسك الاجتماعي، مؤكدا أن توقف الدعم يهدد مستقبل الأطفال ويضع الجمعيات في موقف صعب على مستوى التمويل والتسيير.
كما أضاف أن الجمعيات تستعد للتصعيد والاحتجاج دفاعا عن حق الأطفال في التمدرس، مشيرا إلى أن وزارة التربية الوطنية، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالرباط-سلا-القنيطرة، والمديرية الإقليمية لم تستجب لدعوات حضور الحفل الافتتاحي، رغم المراسلات المتكررة (وزارة التربية الوطنية).
وأكد ميسور أن قطاع الإعاقة يعيش وضعية صعبة ويعاني خصاصا كبيرا، وهو ما يستدعي تدخلات عاجلة لضمان استمرارية هذا الورش الوطني المرتبط بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. كما أشار إلى أن الأمر يخص أكثر من 30 ألف طفل و9 آلاف إطار تربوي واجتماعي، معتبرا أن الوضعية الحالية تتطلب إرادة جماعية لضمان الحق الأساسي للأطفال في التعليم والاندماج الاجتماعي.
بين الفرحة التي أفرزتها العودة المدرسية وتتويج خمسة أطفال بالثانوي الإعدادي، والهواجس المرتبطة بتوقف الدعم المالي وغياب الجهات الوصية، يبقى مستقبل آلاف الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مرهونا بضمان استمرارية مشروع التربية الدامجة. هذا المشروع يمثل حقا دستوريا وإنسانيا ويؤسس لمجتمع شامل لا يترك أحدا خلف الركب.
تصفح قسم المجتمع على موقع المشهد24، واكتشف تقارير وتحليلات معمقة حول التربية الدامجة وحقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.