
في سياق احتفالات فاتح ماي، خرج عشرات الحقوقيين والحقوقيات بمدينة الدار البيضاء في مسيرة رمزية لافتة، وهم يرتدون “مآزر المطبخ”، تعبيراً عن دعمهم لمطلب تثمين العمل المنزلي غير المؤدى عنه، والذي تقوم به النساء داخل البيوت دون مقابل أو تقدير مجتمعي كافٍ.
المبادرة نظّمتها جمعية التحدي للمساواة والمواطنة تحت شعار “شقا الدار ماشي حكرة”، وانطلقت من أمام مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بمشاركة نشطاء مدنيين ومناصرين للمساواة بين الجنسين، من بينهم فاعلون معروفون في مجال حقوق الإنسان.
وأكد أحد المشاركين، أن هذه المسيرة ترمي إلى إثارة وعي الشباب والشابات بأهمية العمل المنزلي، مشدداً على أنه “ليس عيبا، بل جهدا دائما وغير مرئي يجب الاعتراف به وتثمينه، لما له من دور أساسي في استقرار الأسر”.
وأشار المتحدث ذاته إلى ضرورة إصدار قانون ينص على تقاسم الممتلكات بعد انتهاء العلاقة الزوجية، باعتباره خطوة ضرورية نحو تحقيق العدالة للنساء اللواتي يساهمن طيلة سنوات في بناء الأسرة دون أي ضمانات مادية.
المشاركون في المسيرة نددوا بتهميش العمل المنزلي، معتبرين أن المهام اليومية من طهي وتنظيف ورعاية تساهم في تخفيف أعباء مالية كبيرة عن الأسر، لكنها لا تقابل بأي تعويض أو حماية قانونية.
وفي بيان لها، شددت الجمعية على أن هذه الخطوة “لا تندرج فقط في إطار التحسيس، بل هي دعوة صريحة إلى وعي جماعي بواقع العمل المنزلي غير المرئي، كأحد الأسباب البنيوية لاستمرار التفاوت بين الجنسين”، داعية إلى الاعتراف به كمكون أساسي للحياة اليومية وتوزيعه بشكل عادل بين النساء والرجال.