
سلا في 28 فبرلير 2025- تحت شعار “نحو إطار جامع للكفاءات العلمية كرافعة لتجويد منظومة العدالة”، انعقد المؤتمر التأسيسي لهيئة دكاترة العدل بالمغرب، الذي جمع نخبة من الأكاديميين والخبراء القانونيين في بادرة تهدف إلى تعزيز التعاون بين دكاترة وزارة العدل والمساهمة في تطوير المنظومة القضائية.
شهد المؤتمر نقاشات معمقة حول سبل تجويد الأداء القانوني داخل المؤسسات العدلية، عبر تسخير الكفاءات العلمية للنهوض بالممارسات القضائية وتعزيز البحث العلمي القانوني. كما شكل الحدث فرصة لتسليط الضوء على أهمية تطوير الموارد البشرية القانونية والاستفادة من التطورات التكنولوجية في المجال العدلي.
في تصريح خاص لـ “المشهد 24″، أعرب الدكتور بوبكر حمداني، الذي تم انتخابه رئيسا للهيئة، عن أهمية هذه الخطوة في تعزيز موقع الأكاديميين داخل المنظومة العدلية. وقال: “نحن نؤمن بأن تطوير قدرات الموظفين وتعزيز تكوينهم الأكاديمي هو أساس تحقيق عدالة ناجعة. لذلك، سنعمل على إرساء شراكة حقيقية مع وزارة العدل لتوفير تكوين مستمر، مع ضمان تكليف الوزارة بمصاريف الماستر لموظفيها، مما يساهم في تأهيلهم أكاديميا وقانونيا.
أكد حمداني أيضا أن الهيئة منفتحة على جميع المشاريع التي أطلقتها وزارة العدل، خصوصا تلك المتعلقة بالرقمنة.
وأضاف: “نحن نعيش في عصر التكنولوجيا، والعدالة يجب أن تواكب هذا التحول لضمان نجاعة أكبر وسرعة في معالجة القضايا.”
شهد المؤتمر حضورا مكثفا، حيث انضم إلى الهيئة أكثر من 400 دكتور ودكتورة متخصصين في القانون، ما يعكس الاهتمام الكبير بهذه المبادرة ورغبة الأكاديميين في المساهمة بفعالية في إصلاح قطاع العدالة.
وأعرب المشاركون عن شكرهم لوزير العدل على دعمه لهذه الخطوة التي ستفتح آفاقا جديدة للتعاون بين الأكاديميين وصناع القرار في المجال القضائي.
تسعى هيئة دكاترة العدل إلى أن تكون قوة اقتراحية في صياغة القوانين والمشاريع الإصلاحية، مع تعزيز البحث العلمي القانوني وتطوير مناهج التكوين داخل وزارة العدل.
ومن خلال التعاون الوثيق مع المؤسسات القضائية والأكاديمية، تأمل الهيئة في أن تصبح شريكا رئيسيا في رسم ملامح العدالة المستقبلية بالمغرب.
بإعلان تأسيسها رسميا، تنطلق هيئة دكاترة العدل بالمغرب برؤية واضحة تهدف إلى جعل الكفاءات العلمية رافعة للتغيير والإصلاح.
ومع هذا الزخم الكبير، ينتظر أن تلعب الهيئة دورا محوريا في دعم سياسات تطوير القضاء وضمان عدالة أكثر شفافية ونجاعة.