حوادث

انهيار مسبح عشوائي يتسبب في سيول مدمرة تجرف مصطافين بجماعة تيغدوين بإقليم الحوز

اهتزت جماعة تيغدوين التابعة لإقليم الحوز، عصر الأحد ثاني أيام عيد الأضحى، على وقع كارثة طبيعية خطيرة، تمثلت في انهيار مسبح عشوائي شيد فوق مجرى واد الزات بمنطقة ازگر. الحادث المأساوي خلف سيولا جارفة جرفت عددا من السياح والمصطافين وسط مشاهد مروعة وثقتها مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل، وكادت أن تتحول إلى فاجعة إنسانية لولا التدخل البطولي لشباب المنطقة، الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ الضحايا من الغرق بعد أن سحبتهم المياه لعشرات الأمتار.

المسبح المنهار لم يكن سوى خزان مائي بدائي أقيم على شكل سد باستخدام أكياس الرمال والحجارة، دون أي احترام للمعايير الهندسية أو شروط السلامة، بعمق يقدر بخمسة أمتار وسعة تبلغ آلاف الأطنان من المياه. المنطقة تشهد إقبالا سياحيا مكثفا خلال الصيف والأعياد، ما يضاعف من خطورة هذه المنشآت العشوائية.

ورغم خطورة ما حدث، فإن السلطات المحلية والدرك الملكي التزما الصمت ولم يسجل أي تدخل رسمي أو فتح تحقيق في الواقعة. مصادر محلية أكدت أن بعض المصابين تم نقلهم من طرف الساكنة في غياب تام للإسعافات أو المعاينات الرسمية. وأفاد ناجون أن السيول جرفتهم لمسافات طويلة، وتعرضوا لإصابات متفاوتة، وأن إنقاذهم تم فقط بفضل شباب تيغدوين الذين تصدوا للموج الجارف بشجاعة نادرة.

الحادثة تكشف واقعا خطيرا من الفوضى والعشوائية، حيث تحولت بعض المقاهي والمرافق السياحية، خاصة في منطقة أنزا، إلى ورشات لبناء مسابح عشوائية فوق مجرى الوادي، دون أي ترخيص أو مراقبة، وأمام أعين الجهات المعنية التي اختارت التواطؤ بالصمت.

ما جرى في واد الزات ليس حادثا عرضيا، بل نتيجة مباشرة لـالتسيب الإداري، وغياب الرقابة، والتساهل مع أنشطة غير قانونية تهدد سلامة المواطنين. ويستوجب الأمر فتح تحقيق عاجل من طرف النيابة العامة، وتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل من تسبب في هذا الإهمال الذي كاد أن يحصد أرواحا بريئة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى