مجتمع

بارون مخدرات يفجّر مفاجأة مدوية: نفق سري بين الفنيدق وسبتة يستعمل لتهريب الحشيش نحو أوروبا

كشفت اعترافات صادمة أدلى بها تاجر مخدرات، خلال مثوله أمام المحكمة، عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بشبكة دولية لتهريب الحشيش، من أبرزها وجود نفق سري تحت الأرض يربط بين مدينة سبتة والمغرب، استُخدم في نقل كميات هائلة من المخدرات نحو أوروبا.

وجاءت هذه الاعترافات، التي نقلتها صحيفة “إلموندو” الإسبانية في تقرير حصري، في إطار تعاون المتهم مع العدالة عقب تفكيك الحرس المدني الإسباني للعصابة التي كان ينتمي إليها.

وأوضح “البارون”، الذي يعيش ظروفا شخصية صعبة تتمثل في حمل زوجته الحرج واعتنائه بأخيه المصاب بالفصام، أنه قرر التعاون مقابل إطلاق سراح مؤقت، مؤكدا للقاضي: “كل ما أريده هو عائلتي، حريتي، ووظيفة شريفة. ساعدوني ولن تروني هنا مرة أخرى.”

وخلال جلسة دامت 56 دقيقة، قدم المتهم معطيات دقيقة حول آلية عمل الشبكة، مبرزا أنها كانت تهرب عشرات الأطنان من الحشيش شهريا نحو شبه الجزيرة الإيبيرية، باستخدام شاحنات مزودة بحاويات مموهة، وبتواطؤ مع عناصر فاسدة داخل الحرس المدني الإسباني في ميناء سبتة، على رأسهم ضابط يُدعى روبين ج.

ووفق اعترافاته، كان يتم دفع ما بين 70 ألف و100 ألف يورو لكل عملية، حسب حجم الشحنة، مقابل السماح بمرور الشاحنات دون أي تفتيش حقيقي، حيث قال: “كان السائق يتوقف، يفتح باب الشاحنة، يلقي نظرة، ثم يُطلب منه المتابعة. لا كلاب، لا أجهزة، لا شيء.”

غير أن المفاجأة الكبرى، بحسب ما صرح به البارون، هي وجود نفق سري في المنطقة الصناعية بـ”تاراخال” قرب حدود سبتة، يُستخدم كطريق بديل للتهريب، ويضم ممرات ضيقة تسمح بالحركة زحفاً، ويربط بين مستودع في سبتة وآخر في الجانب المغربي. وتشير التحريات إلى أن هذا النفق كان نشطاً منذ شتنبر 2022 وتديره جهات أخرى غير مرتبطة بشبكة الشاحنات.

واستنادا إلى هذه المعلومات، أطلق الحرس المدني عملية ميدانية تحت اسم “هاديس” بتاريخ 19 فبراير 2025، انتهت باكتشاف النفق داخل مصنع قديم للجعة بمنطقة تاراخال. وخلال المداهمة، عثر على ملابس مبللة وأغطية تستخدم في تغليف المخدرات، كما تم حجز حوالي 7100 كيلوغرام من الحشيش.

أسفرت العملية كذلك عن توقيف ثمانية أشخاص، بينهم اثنان من عناصر الحرس المدني العاملين بميناء سبتة، مع فتح تحقيق مع عنصرين آخرين. كما شمل التحقيق محمد علي دواس، نائب برلماني بمجلس مدينة سبتة.

وفي انتظار محاكمته، تم إطلاق سراح البارون مؤقتا بفضل تعاونه مع السلطات، في حين تتواصل التحقيقات لكشف الامتدادات المحلية والدولية لهذه الشبكة المعقدة التي تمزج بين الجريمة المنظمة والفساد المؤسساتي.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى