
بقلم ابتسام الغلمي
احتضنت ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة مناظرة جهوية هامة حول التشجيع الرياضي، عرفت مشاركة مكثفة لعدد من الفاعلين المؤسساتيين، والمنتخبين، والخبراء، وامتدت لأكثر من ثماني ساعات من النقاش المكثف حول الظاهرة من زوايا متعددة: تأطيرية، قانونية، سوسيولوجية واجتماعية.
وفي تصريح خاص لجريدة المشهد24 ، قالت اعتماد الزاهيدي، رئيسة مجلس عمالة الصخيرات تمارة، إن “هذه المناظرة جاءت في سياق إقليمي ودولي دقيق، والمغرب في حاجة ماسة إلى فتح نقاش عمومي حقيقي حول ظاهرة التشجيع الرياضي، التي لم تعد مجرد سلوك جماهيري بل تعكس صورة البلد داخلياً وخارجياً”.
وأضافت الزاهيدي: “كان النقاش عميقا ومسؤولا، وتناول مختلف الجوانب المرتبطة بالتشجيع الرياضي، وهو ما يؤكد أن الوقت قد حان لاعتماد سياسة عمومية واضحة ومندمجة تعنى بهذه الظاهرة، تشمل مختلف المتدخلين من مؤسسات الدولة، سواء المنتخبين أو الفاعلين العموميين”.
وشددت على أن “التشجيع الرياضي لا يمكن اعتباره حدثا معزولا أو ظرفيا، بل ينبغي إدراجه ضمن السياسات العمومية للدولة، لما له من صلة وثيقة بقطاعات استراتيجية كالتربية والتكوين، والثقافة، والتواصل، والرياضة كمجال وصي، فضلا عن أهمية المقاربة الاستباقية في صياغة السياسات العمومية المتعلقة به”.
كما نبهت إلى أن “السياسة الزجرية يجب أن تكون آخر حل يمكن اللجوء إليه، وليس المدخل الأول، فالتشجيع الرياضي اليوم لم يعد قرارا فرديا، بل مسؤولية جماعية، تعكس مدى نضج المجتمع وصورته الحضارية”.
وختمت الزاهيدي مداخلتها بالتأكيد على أن “هذا الملف مرتبط بصورة المغرب في الداخل والخارج، وعلينا جميعا أن نرتقي به في إطار السياسة الراشدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حتى يكون جمهورنا في مستوى تطلعات الوطن في المحافل الوطنية والدولية”.
وتشكل مناظرة الرباط محطة مفصلية في مسار النقاش العمومي حول التشجيع الرياضي بالمغرب، حيث أبانت عن وعي جماعي بضرورة الانتقال من مقاربة ظرفية وزجرية إلى رؤية شمولية واستباقية تُدمج التشجيع الرياضي ضمن السياسات العمومية. وقد جاءت مداخلة اعتماد الزاهيدي لتؤكد على أهمية هذا التحول، داعية إلى تفعيل تنسيق مؤسساتي بين مختلف القطاعات المعنية، لضمان تأطير صحي ومستدام لجمهور الملاعب، بما يعكس القيم الحضارية للمملكة، ويساهم في تعزيز صورتها الإيجابية وطنيا ودوليا.