أحزاب

ابن كيران الاعتذاري.. بين الانفعال والتناقض

في المشهد السياسي المغربي، يبدو أن عبد الإله بنكيران قد تحول إلى ما يمكن وصفه بـ”الاعتذاري الأول”، حيث أصبحت الاعتذارات سمة بارزة في خطابه السياسي. فكلما أطلق تصريحا حادا أو هجوما غير محسوب، لا يلبث أن يعود برسالة اعتذار متقنة الصياغة، وكأن هذا النمط بات جزءا من شخصيته السياسية.

في الأسابيع الأخيرة، قدم بنكيران اعتذارا للوزير أحمد التوفيق بعد تصريحات مثيرة للجدل، ثم تلاه اعتذار للصحافي خالد فاتيحي. هذه السلسلة من الاعتذارات تثير تساؤلات عميقة حول شخصية بنكيران وطريقة إدارته لأزماته. هل هي مجرد محاولات لتبرير انفعالاته وتصريحاته غير المدروسة؟ أم أنها أسلوب لإعادة ترميم صورته أمام الرأي العام بعد كل زلة لسان؟

الحقيقة أن كثرة الاعتذارات تكشف عن ضعف واضح في السيطرة على الخطاب السياسي. بنكيران، المعروف بحماسه في الحديث، يبدو أحيانا كأنه يغلبه انفعاله، ما يدفعه إلى الإدلاء بتصريحات تحدث أزمات جديدة.

ثم تأتي الاعتذارات كوسيلة لاحتواء هذه الأزمات، لكنها في ذات الوقت تكشف عن ارتباك في مواقفه وتناقض في تصريحاته.

ما يجعل الأمر أكثر تعقيدا هو أن هذه الاعتذارات لا تغير شيئا من الواقع السياسي. بل إنها قد تعزز صورة زعيم سياسي لا يملك القدرة على ضبط كلماته، ويعتمد على الاعتذار كاستراتيجية مؤقتة لتجاوز الأزمات. في حين أن القيادة السياسية تتطلب رؤية واضحة وقدرة على التوازن في الخطاب.

ربما يحتاج بنكيران إلى إعادة النظر في أسلوبه السياسي والتواصل مع الجمهور. دورة تدريبية في “إدارة الانفعالات والسيطرة على الخطاب” قد تكون خيارا ضروريا لتجنب المزيد من الأزمات. فالسياسة ليست مجرد تصريحات واعتذارات، بل هي فن إدارة الكلمة وتحقيق التوازن بين المواقف.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى