
وجه الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، اتهامات إلى المغرب باستهداف بلاده عبر المخدرات، واصفا الأمر بأنه “حرب غير معلنة” تُشنّ ضد الجزائر.
وخلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء، الأحد، قال تبون، وفقا لما نقلته الرئاسة الجزائرية، إن “الجزائر تواجه حربا غير معلنة، تستخدم فيها المخدرات كسلاح رئيسي، حيث يتم استهداف البلاد عبر حدودها الغربية والجنوبية”.
وأضاف أن هذه الحرب يقف وراءها “أطراف تسعى لإضعاف الأجيال الشابة والنيل من القيم الاجتماعية الجزائرية التي ما تزال البلاد حريصة على الحفاظ عليها”.
وليست هذه المرة الأولى التي تتهم فيها الجزائر المغرب بترويج المخدرات داخل أراضيها، حيث دأبت السلطات الجزائرية على تكرار هذه الادعاءات، والتي يرى مراقبون أنها محاولة لتشويه صورة المملكة المغربية.
في المقابل، يرى متابعون أن الجزائر لا تكتفي بتوجيه الاتهامات، بل تتبع أيضا نهجا واضحا في استنساخ المشاريع والسياسات المغربية دون تقديم رؤية خاصة بها.
فعلى مستوى البنية التحتية، أعلنت الجزائر مؤخرا عن مشروع “الطريق السيار المائي” لربط السدود، وهي فكرة مستوحاة من تجربة المغرب في إدارة الموارد المائية، حيث أطلق المغرب مشاريع رائدة لتحلية مياه البحر وتحسين توزيع الموارد المائية، بينما يفتقر المشروع الجزائري إلى رؤية واضحة أو دراسة متكاملة.
وفي مجال الثروة الحيوانية، قررت الجزائر منع ذبح النعاج، وهو إجراء سبق للمغرب أن اعتمده ضمن استراتيجية متكاملة تهدف إلى الحفاظ على القطيع الوطني وتنظيم السوق، في حين جاء القرار الجزائري دون خطة واضحة للتنفيذ، مما جعله يبدو مجرد تقليد للخطوة المغربية.
أما في قطاع النقل، وبعد نجاح المغرب في تعزيز مكانة معبر الكركرات كحلقة وصل رئيسية بين المملكة وعمقها الإفريقي، سارعت الجزائر إلى الإعلان عن مشروع معبر “تندوف-الزويرات”، في محاولة لإنشاء بديل منافس. غير أن هذا المشروع يفتقر إلى جدوى اقتصادية حقيقية، نظرًا لضعف النشاط التجاري في المنطقة.
وفي مجال التعليم، أعلنت الجزائر عن إدماج أكثر من 82 ألف أستاذ متعاقد في الوظيفة العمومية، وهو ما وصفه البعض بأنه محاكاة لقرار المغرب بدمج الأساتذة المتعاقدين في إطار إصلاح القطاع التعليمي.
لم يقتصر هذا التقليد على السياسات والمشاريع، بل امتد ليشمل التراث الثقافي، حيث حاولت الجزائر نسب أطباق مغربية مثل “الحريرة” إلى مطبخها، وادعت أن “القفطان المغربي” و”الزليج” من ابتكار جزائري، رغم الحقائق التاريخية التي تؤكد مغربيتها.
وفي المجال الرياضي، لم يسلم المغرب من الادعاءات الجزائرية، حيث روج مسؤولون جزائريون لفكرة أن منتخبهم هو من حقق المركز الرابع في مونديال قطر 2022، متجاهلين الإنجاز التاريخي الذي حققه “أسود الأطلس”، في محاولة لطمس الحقائق.
يظهر النهج الجزائري في محاكاة المشاريع المغربية دون تطوير رؤية مستقلة أزمة عميقة في الإبداع والتخطيط الاستراتيجي، حيث يركز النظام الجزائري على مجاراة المغرب في كل خطوة، حتى لو لم تكن المشاريع المقترحة ملائمة للسياق الجزائري.
وبدلا من تبني سياسات تتماشى مع احتياجات الجزائر الفعلية، يبدو أن السلطات تفضل التمسك بنهج التقليد، ما يعكس أزمة في استشراف المستقبل وصياغة قرارات تلبي مصالح البلاد.