التعايش: المغرب حارس الحضارات وبوصلة الحوار بين الثقافات” في لقاء قادة للإفطار

نظمت جمعية قادة الألفية المغربية ومؤسسة كونراد أديناور المغرب، مساء الإثنين بالرباط، لقاءً نقاشياً تحت عنوان “التعايش، المغرب حارس الحضارات وبوصلة الحوار بين الثقافات: إجابات على مجتمع الأمم في بحث عن معايير”. الحدث، الذي أُطلق عليه اسم “لقاء قادة للإفطار”، عاد في نسخته الرابعة ليكون فرصة للاحتفال بالتنوع والاختلاف، مع تسليط الضوء على الاحترام المتبادل الذي يجعل المغرب فريدا من نوعه في محيطه.
وحضر اللقاء مستشار جلالة الملك، أندريه أزولاي، الذي عبر عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث، مشيدا بالحضور المتنوع الذي يضم أجيالاً مختلفة، يشتركون في نفس القيم والطموحات. وقال أزولاي في كلمته: “الهوية المغربية تشكلت بفضل ثراء تاريخنا وحضارتنا، وهما اللذان يمنحاننا اليوم حضورا وهوية ذات تأثير عالمي”. وأضاف أن المغرب يمثل خلاصة العديد من الحضارات التي مرت على أرضه عبر العصور، مما يجعله قادرا على أن يكون “حارسا للحضارات” و”بوصلة للحوار بين الثقافات”.
كما نوه مستشار جلالة الملك بالإنجازات التي حققتها المملكة في تعزيز السلام والتسامح، مشيرا إلى أن “المغاربة يشكلون خلاصة كل الحضارات التي مرت عبر بلادنا”. وأكد أن في عالم اليوم، حيث تزايدت النزعات القديمة والتعصب، يجب أن يرتفع صوت المغرب ليكون مرشدًا للمجتمع الدولي الذي يعاني من الضياع.
وفي تصريح خاص لـ المشهد 24، أكد مروان الإدريسي، رئيس جمعية MML، أن “مناظرة الإفطار” تهدف إلى تسليط الضوء على دور المغرب كمهد للتعايش، مشيرًا إلى أن المملكة لطالما كانت رائدة في تعزيز قيم الحوار بين الأديان تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضح الإدريسي أن اختيار شهر رمضان لإقامة هذا الحدث هو تأكيد على القيم التي يجسدها هذا الشهر الكريم في العيش المشترك.
من جهته، قال مروان الحجاجي الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية لقادة الألفية، المنظمة للحدث، إن “اليوم شاهدٌ على سعادتنا بتنظيم النسخة الرابعة من حدثنا ‘فطور ليدرْز تولك’؛ إذ نحتفي بمغرب التعايش ومغرب حوار الأديان والثقافات”، مؤكداً أن “المغرب صار بوصلة في عالم اليوم الذي يعيش على وقع الانكماش وأزمة القيم”.
وأضاف الحجاجي الإدريسي،أن “المغرب يقول للعالم إن التسامح والتعايش ممكنان، وإن الانفتاح مع الحفاظ على الأصالة ليسا عنصريين يعبران عن التناقض، بل يتكاملان… وكل هذا ما يجعلنا اليوم نرى قيم ‘تَمغربيت’ والحضارة المغربية.
يمثل “لقاء قادة للإفطار” الذي نظمته جمعية قادة الألفية المغربية ومؤسسة كونراد أديناور المغرب، مناسبة هامة للاحتفال بقيم التعايش والتسامح التي تميز المجتمع المغربي. من خلال هذا الحدث، أكد المشاركون على أن المغرب، بثرائه الحضاري وتنوعه الثقافي، يبقى نموذجا حيا في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات. وفي وقت يشهد فيه العالم تراجعا في قيم التفاهم، يظل المغرب صوتا قويا يدعو إلى السلام والاحترام المتبادل. إنّ هذا اللقاء يعكس قدرة المغرب على توجيه رسالة قوية للعالم حول أهمية الحفاظ على قيم التسامح والانفتاح، ويؤكد على دور المملكة كمثال يحتذى به في تعزيز التعايش بين الشعوب.