
بقلم ابتسام الغلمي
شهد مقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالعاصمة الرباط، مساء الاثنين 13 يناير 2025، انطلاق فعاليات تظاهرة ثقافية كبرى بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة. وتستمر هذه الفعالية، التي تنظم بشراكة بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وغرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط-سلا-القنيطرة، والجمعية المهنية للمقاولات النسائية بالمغرب، ومؤسسة “بلادي”، حتى 17 يناير.
عرفت الجلسة الافتتاحية حضورا لافتا شمل مسؤولين سياسيين، وتجارا، وحرفيين، ومهنيين، إضافة إلى سفراء ورؤساء جمعيات وسكان أمازيغ من مختلف أنحاء المملكة. وأضفى هذا التنوع على الحدث طابعا خاصا يعكس الانسجام الثقافي والاجتماعي الذي يميز المجتمع المغربي.
افتتحت التظاهرة بكلمات المؤسسات المنظمة، حيث أكدت على أهمية الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة كفرصة للتعريف بالحضارة المغربية الأمازيغية العريقة. وشددت الكلمات على دور الثقافة الأمازيغية في تعزيز الهوية الوطنية المتعددة الروافد، مع إبراز الغنى الثقافي والتراثي الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من الموروث الحضاري المغربي.
تميزت الفعالية بعروض فنية قدمتها فرق أمازيغية تراثية، أبهرت الحضور بألوانها وإيقاعاتها التقليدية التي تجسد تنوع الثقافة الأمازيغية. كما تضمنت أنشطة وورش عمل تهدف إلى التعريف بالصناعات التقليدية الأمازيغية والحرف اليدوية، بالإضافة إلى ندوات تناولت الأبعاد التاريخية والاجتماعية للثقافة الأمازيغية.
في تصريح لجريدة “المشهد 24″، التي واكبت الحدث أكد الحسن السلام، نائب رئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، على أهمية تعميم استخدام اللغة الأمازيغية في مجالات متعددة، خاصة في التعليم والصحة بالمناطق الناطقة بالأمازيغية، لضمان التواصل الفعال. كما دعا إلى اعتمادها في المحاكم لتسهيل الفهم وضمان تحقيق العدالة بشكل أفضل.
أشاد المنظمون بجهود الجهات المشاركة في إنجاح هذه التظاهرة، التي تهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث الأمازيغي والعمل على استمراريته. وأكدوا أن الحدث يعكس روح التضامن الثقافي والاجتماعي بين مكونات المجتمع المغربي.
تجسد هذه التظاهرة فرصة لتعزيز قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية المتنوعة، كما تمثل منصة للحوار الثقافي وتسليط الضوء على التراث الأمازيغي بأبعاده المختلفة. ومع استمرار الفعالية خلال الأيام المقبلة، يترقب الجميع المزيد من الأنشطة التي ستبرز هذا الموروث العريق في أبهى صوره.