
كشف موقع “فريش بلازا” عن تحول كبير في صناعة الأفوكادو العالمية، حيث شهدت هذه الصناعة تغيرات جذرية بدخول لاعبين جدد إلى السوق، أبرزهم المغرب. تمكن المغرب من فرض نفسه كلاعب مؤثر من خلال توفير كميات كبيرة وأحجام محددة من الأفوكادو خلال الفترات الحرجة من العام، خاصة بين ديسمبر ومارس. هذا الحضور ساهم في إعادة تشكيل تجارة الأفوكادو العالمية، وسط ضغوط ناجمة عن زيادة العرض العالمي وتراجع الطلب.
وفي هذا السياق، صرح ماوريسيو لوبيز، أحد العاملين في قطاع الأفوكادو بكولومبيا، بأن الصناعة تواجه تحديات كبيرة نتيجة تدفق كميات كبيرة من مصادر جديدة مثل المغرب، الذي نجح في تغيير قواعد اللعبة، خاصة خلال الفترات التي كانت تعتبر مثالية لتسويق الأفوكادو.
الصادرات المغربية تحقق أرقامًا قياسية
وفقا للموقع، بلغ حجم صادرات المغرب من الأفوكادو خلال الفترة الممتدة من أكتوبر إلى نهاية ديسمبر 2024 حوالي 42,000 طن. ويتوقع أن يصل إنتاج الموسم 2024/2025 إلى نحو 90,000 طن، مع تخصيص 80,000 إلى 90,000 طن للتصدير، فيما سيبقى حوالي 10% فقط للسوق المحلي. يخطط المصدرون المغاربة لتحقيق أهدافهم التصديرية بحلول أبريل المقبل، رغم المنافسة الشديدة مع دول رائدة مثل إسبانيا وكولومبيا وإسرائيل. كما أشاد التقرير بدور المغرب في فتح أسواق جديدة، لا سيما في أوروبا.
كولومبيا تواجه التحديات
من جانبه، أكد لوبيز أن كولومبيا، التي تعد من أكبر مصدري الأفوكادو والليمون، تعمل على مواجهة التحديات من خلال تنويع الأسواق وتعزيز الإنتاج. وأوضح أن كولومبيا تخطط لتصدير 200 حاوية هذا العام، مع التركيز على السوق الأمريكية التي يتوقع أن تشهد زيادة في الصادرات بمعدل خمسة أضعاف مقارنة بالعام الماضي. كما تسعى كولومبيا إلى دخول أسواق جديدة في الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى.
وأشار لوبيز إلى أن السوق الأوروبي، رغم أهميته، يتسم بموسمية عالية، حيث ينشط حوالي الأسبوع 24 مع بداية الصيف. بالمقابل، تسعى كولومبيا إلى استغلال ضعف العرض في السوق الأمريكية خلال الأشهر الأولى من العام، مع تخصيص 80% من إنتاجها من الليمون لهذا السوق.
منافسة شديدة في الأسواق العالمية
يشهد القطاع منافسة شرسة، حيث تواجه كولومبيا ضغوطا من دول مثل المغرب والبرازيل والمكسيك، إضافة إلى دخول منتجين جدد مثل هندوراس وغواتيمالا وبيرو، ما أدى إلى زيادة العرض وانخفاض الأسعار. كما أشار التقرير إلى أن القضايا الصحية النباتية تمثل تحديا كبيرا، حيث يمكن أن تستفيد كولومبيا من مشاكل مثل مرض “كانكر الحمضيات” في البرازيل، لكنها تواجه خطرا إذا تحسن الوضع الصحي وزاد الإنتاج البرازيلي.
أهمية النزاهة في التجارة الدولية
تناول التقرير تحديات تتعلق بالنزاهة في المعاملات التجارية الدولية، مثل عدم التزام المستوردين بالدفع أو تقديم المصدرين منتجات ذات جودة وكميات متفق عليها، ما يضر بسمعة القطاع.
دروس من التجربة المغربية
اختتم التقرير بالإشارة إلى أن تجربة المغرب في صناعة الأفوكادو تقدم درسا مهما للدول المنتجة، حيث يلعب التوقيت والمرونة دورا حاسما في النجاح. من خلال استغلال الفترات الحرجة بين ديسمبر ومارس، استطاع المغرب أن يحقق تأثيرا كبيرا، مما يؤكد أهمية دراسة السوق وتقديم المنتجات في الوقت المناسب.