سياسة

2024: سنة سياسية حافلة بالأحداث والتحولات في المغرب

شهد المغرب خلال سنة 2024 مجموعة من الأحداث السياسية البارزة التي أثرت على المشهد الوطني، تقاسمت بين تعديل حكومي مهم، قرارات عزل ومحاكمة عدد من رؤساء الجماعات الترابية، وعفو ملكي عن مجموعة من الصحافيين والنشطاء ومتابعة شخصيات بارزة وسجنها.

تميزت السنة بقرارات عزل عدد كبير من رؤساء الجماعات الترابية، استنادا إلى تقارير المفتشية العامة لوزارة الداخلية التي رصدت اختلالات جسيمة. كما تم تفعيل المادة 70 من القانون التنظيمي للجماعات، مما أدى إلى إقالة عدد من المسؤولين المحليين.
وعلى الصعيد القضائي، تمت ملاحقة مسؤولين ترابيين وبرلمانيين بتهم تتعلق بتبديد المال العام والفساد، حيث وضع عدد منهم رهن الاعتقال الاحتياطي، بينما تتابع قضايا أخرى في المحاكم.

شهدت السنة انعطافة مهمة في مجال حقوق الإنسان، تمثلت في إصدار الملك محمد السادس عفوًا عن مجموعة من الصحافيين والنشطاء الحقوقيين، أبرزهم توفيق بوعشرين، وسليمان الريسوني، وعمر الراضي، إضافة إلى عدد من نشطاء حراك الريف. وجاء هذا القرار بمناسبة عيد العرش، حيث اعتبر خطوة إيجابية لتعزيز حقوق الإنسان وتهدئة التوترات الداخلية.

كان التعديل الحكومي الذي أجرته حكومة عزيز أخنوش في الربع الأخير من السنة من أبرز الأحداث السياسية. شمل التعديل تغييرات في وزارات رئيسية مثل الصحة، التربية الوطنية، التعليم العالي، الفلاحة، النقل، والأسرة. وهدف التعديل إلى مواجهة التحديات التي تواجه القطاعات الحيوية وتحسين الأداء الحكومي، إلا أن المراقبين اعتبروا التعديل تقنيًا أكثر منه سياسيًا.

عرف حزب الأصالة والمعاصرة صراعا داخليا حادا انتهى بتجميد عضوية صلاح الدين أبو الغالي، ما أثار جدلا واسعا حول القيادة داخل الحزب وتبادل الاتهامات بين أعضائه.

أجرت المملكة إحصاء عاما للسكان والسكنى في شهر شتنبر، وهو إجراء سيؤثر على صياغة السياسات العمومية المستقبلية، حيث يعد أداة مهمة لتحديد الأولويات التنموية.

شهدت السنة حدثا دبلوماسيا بارزا تمثل في زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب وحضوره جلسة برلمانية في سابقة من نوعها. الزيارة أعادت الزخم للعلاقات المغربية-الفرنسية بعد فترة من التوتر، وأسفرت عن دعم واضح للوحدة الترابية للمغرب ومبادرة الحكم الذاتي.

كانت سنة 2024 عاما مليئا بالتحديات والتحولات في المشهد السياسي المغربي. من العفو الملكي إلى التعديل الحكومي وزيارة الرئيس الفرنسي، كلها أحداث عكست دينامية المغرب في مواجهة قضاياه الداخلية وتعزيز حضوره على الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى