
مدينة القنيطرة كانت مساء أمس على موعد مع واحدة من أكثر الحملات الميدانية جرأة وصرامة بقيادة القائد شرف الدين السوسي، الذي دخل سوق الخبازات كالعاصفة، بتعليمات مباشرة من عامل الإقليم، في مهمة لتحرير الملك العمومي وإعادة النظام إلى هذا السوق الحيوي الذي لطالما عانى من الفوضى.
البداية من زنقة كيندي: خطة مدروسة وإخلاء شامل
الحملة انطلقت من زنقة كيندي، حيث ركزت السلطات على إزالة البسطات العشوائية والطاولات الحديدية التي تحولت إلى “عوائق إسمنتية” أمام حركة المارة. لم يكن الأمر مجرد تدخل بسيط، بل عملية واسعة النطاق استهدفت تنظيف السوق بالكامل، مع حجز كميات ضخمة من السلع غير القانونية، التي تم نقلها إلى المحجز البلدي بواسطة شاحنات الجماعة.
أعوان السلطة: العمود الفقري للحملة
في هذه العملية، كان أعوان السلطة بمثابة الجنود المجهولين الذين صنعوا الفارق. أعوان الملحقة الإدارية الرابعة عشرة كانوا حاضرين بقوة وأدّوا مهامهم بكفاءة، لكن أعوان الملحقة الإدارية الثالثة سرقوا الأضواء، حيث ضربوا تمارة كبيرة، وانخرطوا في العمل بشكل استثنائي لإزالة البسطات والطاولات الحديدية التي استعصت على الجميع. جهودهم كانت واضحة في كل زاوية من السوق، ما جعل الحملة أكثر تنظيماً وفعالية.
شرف الدين السوسي: قائد بقبضة من حديد
القائد شرف الدين السوسي لم يكتفِ بالتدخل الميداني، بل اعتمد على أسلوب تواصل مباشر مع الباعة الجائلين والتجار، حيث تم تحسيسهم بأهمية احترام القوانين المحلية والالتزام بالمواقع المخصصة لهم. هذا النهج الاستراتيجي لم يكن مجرد كلام، بل جزء من خطة شاملة تهدف إلى:
1. تحرير الملك العمومي بالكامل والقضاء على الفوضى.
2. تنظيم الأنشطة التجارية وفق معايير جمالية وقانونية.
3. خلق سوق تجاري منظم يعيد للسوق رونقه ويُسهّل الحركة.
تفاعل السكان والتجار: بين الترحيب والترقب
سكان المنطقة عبّروا عن ارتياحهم الكبير لهذه الحملة، معتبرين أن تحرير الأزقة مثل زنقة كيندي، زنقة 29، زنقة 36 سيعيد للسوق جاذبيته ويُحسّن بيئة التسوق بشكل عام. من جهة أخرى، لم يُخفِ بعض التجار أملهم في أن تُرافق هذه الحملة حلول بديلة للفراشة، تضمن تنظيمًا عادلًا للجميع دون الإضرار بمصالحهم.
القنيطرة على أعتاب مرحلة جديدة
مع استمرار هذه التدخلات المنظمة، يبدو أن سوق الخبازات على وشك الدخول في مرحلة جديدة من النظام والتنظيم. القائد شرف الدين السوسي أثبت مرة أخرى أنه قائد بعزيمة لا تلين، واضعًا نصب عينيه هدفا واضحا: تحويل الفضاء التجاري إلى نموذج يحتذى به في الجمالية والتنظيم.
القنيطرة اليوم ليست كما كانت بالأمس، وسوق الخبازات قد يتحول قريبا من نقطة سوداء إلى أيقونة تنظيمية، بفضل هذه الحملة التي جمعت بين الحزم والتخطيط، وبين القوة والتواصل.