أحزاب

محمد أوزين: المشهد السياسي في المغرب بين “موت سريري” و”مقبرة سياسية” وصوت الشارع أكثر صدقا من السياسيين

تحت شعار “أحبك يا وطني” وفي إطار برنامجها “السياسة بصيغة أخرى”، استضافت مؤسسة الفقيه التطواني الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين، في لقاء جمعه بعدد من الإعلاميين لمناقشة ملفات تتعلق بالقضايا الثقافية والسياسية والاجتماعية.

وأشار أوزين إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت “صوت من لا صوت له”، إذ باتت شخصيات مثل “مول الحوت” و”مول البيض” و”مول اللحم” أكثر تأثيرًا على الرأي العام من السياسيين والوزراء والبرلمانيين، لأنهم “يقدمون للمغاربة أخبارا أكثر صدقا من أولئك الذين وضعت فيهم الثقة”. وطرح تساؤلا عميقا: “هل هذا عجز من الحكومة أم إبداع من الشعب؟ أم أنه مجرد خيبة أمل أم سوء حظ؟”.

وأكد أوزين أن الحكومة الحالية جمعت بين يديها كل ما تفرق في الحكومات السابقة، حيث استحوذت الأغلبية على الحكومة والبرلمان والجهات والمجالس إلى أدنى مستوى في الجماعات المحلية. وأضاف: “انطلقت الأغلبية لتقيم حكومة المونديال، في وقت يعجزون فيه عن توفير الخرفان التي انقرضت في القرى والجبال، ويرددون شعار المونديال بينما ضحايا زلزال الحوز يقاومون لسعة الصقيع في ظروف لا تقبلها النخوة”.

وفي وصفه للمشهد السياسي الحالي، اعتبر أوزين أن السياسة في المغرب تشهد تحولا جذريا بعيدا عن مفهومها النبيل، وأصبحت تمارس بأسلوب يتسم بالانتهازية والوصولية، مشيرا إلى أن السلوكيات السياسية السائدة اليوم حولت الفاعل السياسي إلى مجرد “كومبارس” يلتزم الصمت ويغيب عن النقاشات الفعالة.

وتابع أوزين قائلا: “نعيش اليوم الموت السريري للسياسة بشكل غير مسبوق”، مشيرا إلى أن “أصل الحكاية” يعود إلى الزلزال الذي شهدته البلاد في 8 شتنبر، وما خلفه من تبعات بعد الوعود الانتخابية السخية التي تنكرت لها الحكومة فيما بعد، ما أدى إلى تقويض الثقة المتبقية لدى المواطنين.

وأوضح أوزين أن السياسات الحالية أفرزت فئة جديدة من السياسيين، معظمهم من رجال المال والأعمال على حساب النضال الحقيقي، مما ساهم في الوصول إلى “أنجع وصفة لتحقيق الإفلاس السياسي”، الذي جاء كنتيجة حتمية للإفلاس الاجتماعي والفلاحي والمعيشي.

وانتقد أوزين وجود التقنوقراط على رأس قطاعات حيوية، مشيرا إلى أنهم “يجيدون تمرينات الأرقام” بينما يغيب “الرقم الصعب”، وهو الإنسان.

وأضاف أن الحكومة الحالية تحولت إلى “أغلبية شاردة” تكتفي بالتصفيق والتهليل للوزارات دون أن ترافع على الملفات الحقيقية أو تسلط الضوء على الإكراهات المجتمعية.

وخلص أوزين إلى أن هذا الوضع خلق “مقبرة سياسية” غاب فيها النقاش العمومي والصحي، ليحل محله “صمت القبور”، ما أثار تساؤلًا عن مسؤولية الجميع، حتى لو كان ذلك من خلال “صمتنا الذي يعزز صمت القبور”.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى