أخبار عامة

المغرب يحيي الذكرى السبعين لعيد الاستقلال.. محطة خالدة تعكس التلاحم الأبدي بين العرش والشعب

يحيي المغرب، اليوم الثلاثاء 18 يونيو

، الذكرى السبعين لعيد الاستقلال، في احتفال وطني يرمز إلى واحدة من أعظم الملاحم في تاريخ المملكة، حيث يجسد هذا الحدث المجيد تتويج مسار طويل من الكفاح المشترك بين العرش والشعب من أجل الحرية والوحدة والسيادة.

 

ويعد عيد الاستقلال محطة تاريخية بارزة تستحضر السياق النضالي الذي عاشه المغرب خلال عقود المقاومة ضد الاستعمار، بدءا من التحولات الكبرى التي عرفتها الحركة الوطنية في الثلاثينيات، وصولاً إلى عودة بطل التحرير، جلالة الملك محمد الخامس، من المنفى في 18 نونبر 1955، وهي العودة التي شكلت الإعلان الرسمي عن نهاية الحماية وبدء عهد الحرية وبناء مؤسسات الدولة المغربية الحديثة.

 

محطات تاريخية بارزة

 

شهد المغرب خلال فترة المقاومة مجموعة من المعارك والانتفاضات الشعبية التي رسخت روح الصمود والوفاء للوطن، من بينها معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان، إضافة إلى انتفاضات قبائل آيت باعمران والأقاليم الجنوبية، التي برهنت على قوة التلاحم الوطني في مواجهة الوجود الأجنبي.

 

كما شكلت الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد الخامس إلى طنجة سنة 1947 محطة مفصلية، أكدت تمسك المغرب بوحدته وهويته، ورسخت انطلاق مرحلة جديدة من النضال السياسي والدبلوماسي ضد الاستعمار.

 

من عهد التحرير إلى مرحلة البناء

 

بعد نيل الاستقلال، أعلن جلالة الملك الراحل محمد الخامس الانتقال من “الجهاد الأصغر” إلى “الجهاد الأكبر” المتمثل في بناء المغرب الجديد، وهو المسار الذي واصل ترسيخه الملك الراحل الحسن الثاني من خلال استكمال الوحدة الترابية، خاصة باسترجاع سيدي إفني سنة 1969، وتنظيم المسيرة الخضراء سنة 1975 التي شكلت حدثاً مفصلياً في تاريخ تحرير الأقاليم الجنوبية.

 

واليوم، يواصل جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الأوراش الكبرى الرامية إلى تحديث الدولة وتعزيز التنمية المستدامة، مع وضع الوحدة الترابية للمملكة في صلب السياسات الوطنية، إلى جانب تقوية مكانة المغرب على الصعيد الدولي.

 

احتفالات وطنية وتأكيد على ثوابت الدولة

 

وفي سياق الاحتفال بهذه المناسبة، أكدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بيان لها، أن إحياء ذكرى الاستقلال يشكل مناسبة لاستحضار التضحيات الجسام التي قدمها المغاربة بقيادة العرش العلوي من أجل استرجاع السيادة الوطنية وترسيخ الوحدة الترابية، مبرزة أن هذه الذكرى توفر فرصة لتعزيز قيم الوطنية لدى الأجيال الصاعدة.

 

وتأتي هذه الاحتفالات الوطنية في سياق دولي يتعزز فيه الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي لقضية الصحراء المغربية، آخرها قرار مجلس الأمن رقم 2797 الصادر في 31 أكتوبر 2025، والذي جدد التأكيد على دور المغرب في دعم السلم والاستقرار بالمنطقة.

 

ذكرى خالدة ورسالة للأجيال

 

يمثل عيد الاستقلال مناسبة وطنية لاستلهام الدروس والعبر، وترسيخ روح المواطنة لدى الشباب، ودعوتهم لمواصلة مسيرة البناء وترسيخ الديمقراطية والحفاظ على مكتسبات الوطن.

 

ويحتفي المغاربة بهذه الذكرى الخالدة باعتبارها عنواناً لوحدة راسخة بين العرش والشعب، وتعبيراً عن وفاء أجيال حاضرة لبطولات وتضحيات أجيال مضت، وإرادة مستمرة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى