
شهدت الاحتجاجات السلمية في الدار البيضاء، مساء الجمعة 3 أكتوبر 2025، مشاركة واسعة من الشباب الذين توافدوا على ساحة الأمم المتحدة للتأكيد مجددا على مطالبهم في إصلاح قطاعي الصحة والتعليم وتعزيز مبدأ المساءلة والمحاسبة.
هذه التظاهرة، المنظمة من قبل حركة GenZ212، جاءت لتجديد التأكيد على أن الإصلاح العميق للتعليم والصحة لم يعد مطلبا ثانويا بل شرطا أساسيا لتقدم البلاد، خصوصا مع استعداد المغرب لاحتضان أحداث كبرى مثل كأس العالم 2030.
أكد أحد المتظاهرين أن «الصحة والتعليم ركيزتان لأي مشروع تنموي حقيقي، وإذا عجزت الأحزاب السياسية عن ضمان هذه الحقوق، فعليها التنحي». فيما شدد آخر على أهمية الالتزام بالقانون قائلاً: «قوات الأمن جزء من مجتمعنا، هم إخوتنا وأقاربنا». هذا الخطاب يعكس وعياً متزايداً لدى الشباب بأهمية الطابع السلمي والحفاظ على الممتلكات العامة.
وعلى غرار ما حدث في اليوم السابق، جرت التظاهرة في أجواء هادئة ومنظمة. وقد رافقت قوات الأمن هذه المرة التجمع باحترام كامل للمعايير القانونية وحماية المشاركين، وفق ما تنص عليه القوانين المغربية المتعلقة بحرية التظاهر. كما عمل المنظمون على تحديد وقت الوقفة بين 18:00 و21:00، واختيار فضاء مفتوح وآمن، ما حد من إمكانية تسلل مشاغبين أو حدوث أعمال تخريب.
من جهة أخرى، واصل القائمون على الحركة نشر رسائل توعوية عبر منصاتهم الرقمية، داعين إلى التمسك بخيار الاحتجاجات السلمية في الدار البيضاء كوسيلة حضارية للتعبير عن المطالب، مع رفض أي شكل من أشكال العنف.
هذه الدينامية الشبابية تضع الحكومة والأحزاب أمام امتحان حقيقي، خاصة أن مطالب الإصلاح في الصحة والتعليم والمحاسبة ترتبط بشكل مباشر بثقة المواطنين في المؤسسات، وبقدرة المغرب على تعزيز صورته كدولة تستجيب لتطلعات جيل جديد أكثر وعياً وانخراطاً.