
شهدت مدينة طنجة،مساء يوم الأربعاء، انطلاق فعاليات الدورة الثانية من منتدى الترابط الماء-الطاقة-الأمن الغذائي-الأنظمة البيئية (Nexus WEFE)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. يهدف المنتدى، الذي يجمع نخبة من القادة السياسيين والخبراء وممثلي المؤسسات الوطنية والدولية، إلى مناقشة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي، مثل ندرة الموارد والتحول نحو الطاقات المستدامة.
تناولت جلسات المنتدى عدة مواضيع محورية، من بينها الإدارة المتكاملة للمياه، تعزيز الطاقة المتجددة وتحقيق الأمن الطاقي، الزراعة المستدامة وضمان الأمن الغذائي، إلى جانب تعزيز الصمود المناخي من خلال حلول قائمة على الطبيعة. كما تم التركيز على آليات التمويل المستدام، بما في ذلك السندات الخضراء وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
في كلمته الافتتاحية، أكد وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن الماء يمثل الركيزة الأساسية في تحقيق الترابط بين القطاعات المختلفة للتنمية المستدامة. وأشار إلى أن الموارد المائية تواجه ضغوطاً متزايدة بسبب تغير المناخ، النمو الديموغرافي، والتطور الاقتصادي. وشدد على أهمية العمل المشترك والتنسيق بين الجهات المختلفة لتجنب هشاشة الأنظمة المائية.
من جانبها، أوضحت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أن الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، التي تمت مراجعتها في إطار عملية تشاورية شاملة، ركزت على الترابط بين الماء والطاقة والغذاء كأولوية أساسية. كما أشارت إلى التزام المغرب باتباع نهج تنموي متوازن يعزز الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية.
أما والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يونس التازي، فقد أشاد بالدور الرائد الذي تلعبه المملكة المغربية في التصدي لآثار التغير المناخي، مؤكداً أهمية النهج الشمولي في إدارة الترابط بين الماء والطاقة والغذاء.
استعرض رئيس مجلس الجهة، عمر مورو، الجهود المبذولة على مستوى الجهة لتعزيز التنمية المستدامة، مشيراً إلى برامج التنمية الجهوية 2022-2027 التي تشمل مشاريع إدارة الموارد المائية، والزراعة المستدامة، ودعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
كما أكدت رئيسة جمعية جهات المغرب، مباركة بوعيدة، على دور الجماعات الترابية في مواجهة تحديات التغير المناخي واستنزاف الموارد، مشيرة إلى قدرتها على تنفيذ مشاريع مبتكرة وفعالة تترجم السياسات الوطنية إلى إنجازات ملموسة.
تميز المنتدى بتوقيع اتفاقية إطار تجمع بين وزارة التجهيز والماء، ووزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، بالإضافة إلى جهات حكومية ومحلية أخرى. كما تم توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة “هاكاتون” للمشاريع الابتكارية التي تقدم حلولاً مستدامة لمواجهة تحديات الترابط بين الماء والطاقة والأمن الغذائي.
يؤكد منتدى الترابط WEFE على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة المغربية في تعزيز التنمية المستدامة، عبر تعزيز التعاون الوطني والدولي وتبني حلول مبتكرة لمواجهة تحديات التغير المناخي وضمان استدامة الموارد للأجيال القادمة.