شهدت قاعة الجلسات رقم 8 بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بعد ظهر يوم الخميس 26 يونيو، لحظات مؤثرة خلال ثالث جلسات محاكمة عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لمجلس جهة الشرق، المتهم في قضية كبرى تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات والفساد المالي.
وخلال المواجهة مع المحاضر التي تتضمن أقوال المدعو “المالي”، المعروف بلقب “إسكوبار الصحراء”، انهار بعيوي بالبكاء نافيا بشدة أي علاقة له بالقضية، قائلا أمام هيئة المحكمة: “ما عندي علاقة بهاد الكذب… أنا مظلوم وتصريحات المالي كلها متناقضة”.
وأضاف بعيوي في مرافعة مؤثرة: “بكيت مرتين في حياتي: مرة عند وفاة والدي، واليوم أمامكم من شدة الظلم… أولادي يسألونني واش الفلوس ديال الحرام؟ وأنا ما تربيتش على المخدرات، تربيت على قيم الشرف والنزاهة”.
تأتي هذه الجلسة في سياق واحدة من أكبر القضايا الجنائية التي هزت الرأي العام المغربي، والتي يتابع فيها عبد النبي بعيوي إلى جانب مسؤولين سياسيين وبرلمانيين ورجال أعمال بتهم ثقيلة تشمل: تكوين عصابة إجرامية، تهريب دولي للمخدرات، التزوير، استعمال وثائق مزورة، والإرشاء.
وتعود بداية تفجير الملف إلى 21 دجنبر 2023، حين أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية 25 شخصا على النيابة العامة، من بينهم بعيوي وسعيد الناصري، حيث تم وضعهم رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن عكاشة بأمر من قاضي التحقيق.
وتستمر فصول المحاكمة وسط تغطية إعلامية واسعة، بالنظر إلى حساسية القضية وخطورة التهم، التي تكشف عن شبكة معقدة وعابرة للحدود تضم أسماء وازنة في المشهد السياسي والاقتصادي المغربي.
