
تقترب السلطات المغربية، رغم التكتم الشديد الذي تلتزمه، من تحديد موقع مدخل نفق لتهريب المخدرات يربط بين التراب المغربي وأحد المستودعات في قلب سبتة المحتلة.
ووفقا لما أوردته يومية “الأحداث المغربية” في عددها الصادر يوم الجمعة 7 مارس 2025، فإن التحركات المكثفة لفرق البحث التابعة للدرك الملكي خلال الأيام الأخيرة، ولا سيما يوم الثلاثاء الماضي، تعد مؤشرا قويا على تقدم التحقيقات بشأن هذا النفق. كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه التحركات تزامنت مع نشاط غير معتاد لعناصر الحرس المدني الإسباني على الجانب الآخر من الحدود، مما يرجح وجود تنسيق أمني مشترك بين المغرب وإسبانيا لكشف خبايا هذا النفق، الذي لا يزال اتجاهه على الجانب المغربي مجهولا.
وأوضحت اليومية أن عناصر الحرس المدني عادت إلى النفق يوم الثلاثاء، إلا أنها تفاجأت بتسرب كميات كبيرة من المياه داخله، ما اضطرها إلى إيقاف التوغل فيه. وفي الوقت نفسه، شوهدت عناصر الدرك الملكي تتحرك في نقطة قريبة جدا من الحدود الفاصلة بين سبتة والمغرب، دون أن تعرف بعد مصادر تلك المياه، التي يعتقد أنها ناجمة عن الأمطار الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن السلطات الإسبانية تسعى إلى إفراغ النفق من المياه لضمان سلامة فرق البحث، التي ينتظر أن تستكمل عملية استكشافه. وفي المقابل، لوحظ على الجانب المغربي تحرك غير مسبوق للسلطات الأمنية، حيث ظهرت مركبات رسمية لم تكن معروفة سابقا في المنطقة، ما يعكس جدية التحريات الرامية إلى كشف ملابسات هذا النفق.
كما ذكرت اليومية أن عناصر أمنية بملابس مدنية انتشرت بشكل مكثف في المناطق القريبة من الحدود على الجانب المغربي. وفي سياق متصل، تمكنت السلطات في سبتة المحتلة من تنفيذ عملية وصفت بالكبيرة والاستثنائية، أسفرت عن توقيف نحو 20 متهمًا، من بينهم مسؤول سياسي من أصول مغربية وعناصر من الحرس المدني، بالإضافة إلى آخرين متورطين في تهريب المخدرات.
وقد تم اكتشاف نفق يمتد لأكثر من 50 مترًا، يربط بين جزء من التراب المغربي ومستودع في حي “طاراخال” الذي كانت تخزن فيه سلع التهريب، قبل أن يتحول إلى مخبأ للمخدرات المهربة عبر النفق. ورغم الجهود المكثفة، لا تزال فتحة النفق على الجانب المغربي غير معروفة حتى الآن.