
في حادثة تهز المشاعر وتثير الأسى، اضطرت امرأة حامل إلى خوض تجربة ولادة محفوفة بالمخاطر، حيث نقلت على الأكتاف داخل نعش مخصص لنقل الموتى. هذا المشهد الصادم وقع في منطقة “تكوخت” التابعة لجماعة أيت تمليل بإقليم أزيلال، وهو ما يعكس واقعا مأساويا تعيشه بعض المناطق النائية في المغرب.
انطلقت أسرة المرأة الحامل في رحلة شاقة، قاطعة كيلومترات عبر طريق جبلية وعرة، للوصول إلى سيارة الإسعاف التي كانت تنتظر في دوار “تسلنت نايت مكون”. الطريق الجبلية، التي استغرقت أكثر من ساعتين، زادت من معاناة المرأة وأسرتها، خاصة في ظل انقطاع الطريق المؤدية إلى دوار تكوخت بسبب الأشغال الجارية.

الحادثة تسلط الضوء على معاناة سكان المناطق النائية في ظل ضعف البنية التحتية وغياب وسائل النقل الملائمة، مما يجعل الحصول على الرعاية الصحية الأساسية تحديا كبيرا. في هذه المناطق، تصبح الحوادث المشابهة مألوفة، حيث تواجه النساء الحوامل والمرضى رحلة محفوفة بالمخاطر للوصول إلى المراكز الصحية.
هذه الحادثة المؤلمة تستوجب طرح تساؤلات جادة حول الأولويات التنموية في هذه المناطق، حيث تبرز الحاجة الملحة لتحسين البنية التحتية، وتوفير وسائل نقل ملائمة، وضمان وصول الرعاية الصحية إلى جميع المواطنين، بغض النظر عن موقعهم الجغرافي.
إن قصصا كهذه ليست مجرد أخبار عابرة، بل نداء لإنقاذ أرواح تعاني في صمت وسط جبال وأودية نائية.