أسرة ومجتمع

الرباط تحتضن النسخة 15 من سباق النصر النسوي بمشاركة قياسية وإشعاع إنساني لجمعية سفراء السعادة

في أجواء احتفالية مفعمة بالحماس والتضامن، احتضنت مدينة الرباط، صباح يوم الأحد 13 أبريل 2025، فعاليات النسخة الخامسة عشرة من سباق النصر النسوي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبالرئاسة الفعلية للشريفة للا سمية الوزاني، رئيسة الأولمبياد الخاص المغربي.

السباق، الذي نظمته جمعية “المرأة، إنجازات وقيم” تحت شعار “نجري علاش قديت”، سجّل هذه السنة مشاركة قياسية فاقت 12 ألف متسابقة، قَدِمن من مختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى مشاركة وفود أجنبية من إسبانيا، فرنسا، وجمهورية الدومينيكان، ما أعطى للحدث بعداً دولياً ووجهاً تضامنياً بامتياز.

وعرفت التظاهرة حضور شخصيات وازنة من عالم السياسة والرياضة والإعلام، من أبرزها السيدة نعيمة ابن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، التي شاركت بدورها في السباق، مؤكدة أن “الرياضة النسوية تُعد وسيلة فعالة لتمكين المرأة وتعزيز الإدماج الاجتماعي”، ومجددة التزام الوزارة بدعم المبادرات التي تُسهم في تحسين أوضاع النساء والفئات الهشة.

ومن بين أبرز المشاركات المتميزة في هذه الدورة، حضور جمعية سفراء السعادة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، التي خلقت الحدث بمشاركة مجموعة من الأطفال في وضعية إعاقة، خاصة الأطفال التوحديين، في تجربة رائدة وملهمة.
وقد تفاعل المشاركون والجمهور بحرارة مع هذه المبادرة، التي تمثل رسالة قوية مفادها أن الحق في المشاركة والاندماج لا يُستثنى منه أحد.

وأكد مسؤولو الجمعية أن هذه المشاركة ترمي إلى كسر الحواجز النفسية والاجتماعية، وتسليط الضوء على قدرات الأطفال ذوي التوحد، مع إبراز أهمية دمجهم في الأنشطة العمومية والرياضية، بما يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويقوي من قدراتهم التواصلية.

وقد أتيحت للأطفال المشاركين فرصة نادرة لاختبار مهاراتهم الجسدية والاجتماعية في بيئة دامجة ومحفزة، حيث شكل السباق مساحة للتفاعل الإيجابي مع مختلف فئات المجتمع، ما أسهم في تعزيز قيم التفاهم، والمواطنة، والتضامن.

ولاقت المبادرة إشادة واسعة من الحضور والمنظمين، باعتبارها خطوة ملموسة نحو ترسيخ ثقافة الإدماج الاجتماعي والتنوع داخل النسيج المجتمعي المغربي، وإعادة التأكيد على أهمية إشراك جميع الفئات في الحياة العامة.

مرة أخرى، يؤكد سباق النصر النسوي أن الرياضة ليست فقط ميداناً للتنافس، بل منصة للتغيير الإيجابي وبناء مجتمع أكثر عدالة وتضامنًا.
ففي كل دورة، تتجدد الرسالة: الرياضة قوة موحدة، تقاوم الإقصاء، وتحتفي بالاختلاف، وتصنع الأمل.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى