
تم التأكيد، على هامش الدورة الثالثة لمعرض “جيتكس إفريقيا 2025” المنعقد بمراكش، على أن القارة الإفريقية تمتلك المؤهلات الكاملة التي تخول لها أن تكون فاعلا رئيسيا في إنتاج وتطوير تكنولوجيا المستقبل، وليس مجرد مستهلك لها، شرط اعتماد سياسات ملائمة تدعم هذا التوجه.
وشدد مصدر من داخل إحدى الهيئات الأممية، في تصريح إعلامي، على أن الابتكار التكنولوجي يشكل عنصرا أساسيا في تحقيق التنمية المستدامة داخل القارة، مؤكدا أن إفريقيا مدعوة لتجاوز مرحلة الاستهلاك السلبي للتكنولوجيا، والعمل على تصميمها وتكييفها مع احتياجاتها، بهدف تحويلها إلى أداة فعالة لتحقيق النمو الشامل.
وأشار المتحدث إلى أن مسار التحول الرقمي في إفريقيا انطلق منذ أواخر التسعينيات، من خلال إعداد أولى الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بالبنية التحتية الرقمية. وقد تعزز هذا المسار بمبادرات كبرى، مثل الاستراتيجية الرقمية الإفريقية 2020-2030، والميثاق الرقمي الذي تم اعتماده في شتنبر 2024.
وأضاف أن عددا كبيرا من الدول الإفريقية قام بإدراج الابتكار والتحول الرقمي ضمن مخططاته التنموية الوطنية، معتبرا
ذلك تطورا إيجابيا، رغم أن نسبة انتشار التكنولوجيا داخل القارة لا تزال محدودة (في حدود 38 في المئة). ودعا إلى تكثيف الجهود في مجالات البنية التحتية، والتكوين، والحكامة الجيدة لتسريع هذا التحول.
كما تم تسليط الضوء على الإمكانات الهائلة التي يمثلها الشباب الإفريقي، المتوقع أن يشكلوا 40 في المئة من شباب العالم في أفق 2050، ما يستوجب توفير المزيد من الموارد والفرص لتأهيلهم في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.
وتشهد نسخة 2025 من معرض “جيتكس إفريقيا المغرب”، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، زخماً كبيراً من حيث عدد الندوات والمبادرات المبتكرة، التي تستهدف تطوير الصناعة الإبداعية وتعزيز فرص التواصل وتبادل الخبرات.
ويهدف هذا الحدث، المنظم من طرف مؤسسات وطنية بشراكة مع فاعلين في المجال الرقمي، إلى تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين، من حكومات ومستثمرين ورواد أعمال، لدعم منظومة الرقمنة في القارة.