
نظم حزب التقدم والاشتراكية، يوم السبت 4 أكتوبر 2025، بمدينة الرباط، الجامعة السنوية للحزب تحت شعار “ساعة البديل الديمقراطي التقدمي”، في محطة فكرية وسياسية تهدف إلى فتح نقاش عميق حول مستقبل المشروع الديمقراطي والاجتماعي بالمغرب، في ظل التحولات السياسية والاقتصادية الراهنة.
الجامعة السنوية، التي حضرها قياديون ومناضلون وأطر من مختلف جهات المملكة، عرفت حضور الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن هذه الدورة تأتي في سياق خاص يتّسم بارتفاع منسوب القلق الاجتماعي وتزايد التحديات التي تواجه فئات واسعة من المجتمع، داعيًا إلى إعادة بناء الثقة في العمل السياسي وبلورة بديل ديمقراطي تقدمي واقعي يستجيب لتطلعات المغاربة في الكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة.
وفي معرض حديثه عن الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن مغربية خلال الأسابيع الأخيرة، والتي قادها شباب يُعرفون بجيل Z، اعتبر نبيل بنعبد الله أن هذه الحركات الشبابية تعكس تنامي الإحباط من الأوضاع المعيشية وضعف التواصل الحكومي، مؤكداً أن “جيل Z” لا يمكن اختزاله في الغضب، بل هو تعبير عن وعي جديد يبحث عن العدالة والفرص والاعتراف المجتمعي.
وأوضح الأمين العام أن هذه الاحتجاجات تنبيه واضح للحكومة لتصحيح المسار، داعيًا إلى الإنصات الجاد للشباب بدل مواجهتهم بالعنف أو الاتهامات، ومؤكداً أن “التعبير السلمي عن الرأي حق مشروع يكفله الدستور، وعلى الدولة أن تتعامل معه بروح ديمقراطية مسؤولة”.
كما دعا بنعبد الله إلى إطلاق سراح جميع الموقوفين على خلفية الاحتجاجات، وفتح حوار وطني واسع حول قضايا التعليم، التشغيل، والصحة، باعتبارها جوهر المطالب الاجتماعية للشباب المغربي.
وقال إن “الخطاب السياسي الرسمي لم يعد مقنعًا عندما يتحدث بلغة الأرقام والإنجازات، في حين يعيش المواطن واقعا مختلفًا”، مشدّدًا على أن الحل يمر عبر إصلاحات جذرية تعيد الثقة وتمنح الشباب مكانة حقيقية في القرار العمومي.
الجامعة السنوية تميّزت بتنظيم ورشات فكرية متعددة تناولت مواضيع مرتبطة بالديمقراطية المحلية، والمشاركة السياسية للشباب، والعدالة الاجتماعية، والاقتصاد التضامني، بمشاركة أكاديميين وفاعلين مدنيين، شكلت فضاءً مفتوحًا للتفكير في ملامح البديل الديمقراطي التقدمي الذي يطرحه الحزب.
واختُتمت أشغال الجامعة بتوصيات تدعو إلى تعزيز التواصل مع المواطنين، وتجديد الخطاب السياسي اليساري، وتقوية العمل الميداني، من أجل توسيع قاعدة الحزب وجعل مشروعه أكثر قربًا من هموم الناس