فيديو. اعتماد الزاهيدي في حوار خاص مع المشهد 24: حصيلة مجلس عمالة الصخيرات تمارة ورهانات التنمية المحلية

في لقاء خاص وحصري مع جريدة المشهد 24، تحدثت السيدة اعتماد الزاهيدي، رئيسة مجلس عمالة الصخيرات تمارة، عن مسارها السياسي، وحصيلة عمل المجلس، وأبرز التحديات التي تواجه تدبير الشأن العام المحلي، كما سلطت الضوء على رؤيتها المستقبلية، ومدى تفاعل الساكنة مع مشاريع المجلس، إلى جانب تقييمها لأداء حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي تنتمي إليه حاليًا.
بداية سياسية مبكرة ونقلة نوعية في المسؤولية
اعتماد الزاهيدي ليست فقط أول امرأة تتولى رئاسة مجلس عمالة الصخيرات تمارة، بل هي أيضا من الوجوه السياسية التي راكمت تجربة معتبرة داخل مختلف الهيئات المنتخبة. بدأت مسارها السياسي في سن مبكرة، مدفوعة برغبة قوية في خدمة المواطن عن قرب، وتكريس قيم الشفافية والمسؤولية في العمل العمومي. خبرتها البرلمانية السابقة، كما قالت، ساعدتها على بلورة رؤية أكثر عمقا وواقعية لتدبير الشأن المحلي، خصوصا في بيئة مليئة بالتحديات.
وفي ردها على سؤال حول كيفية استقبال الساكنة لخبر ترأسها للمجلس، أكدت الزاهيدي أن هذا التعيين لقي ترحيبا واسعا من المواطنين والمنتخبين على حد سواء، مشيرة إلى أن “ثقة الساكنة مسؤولية ثقيلة، لكنها دافع يومي لبذل المزيد من الجهد والإنصات لقضايا الناس”.
الحصيلة: النقل المدرسي في صدارة الانجازات
عند الحديث عن حصيلة المجلس، شددت الزاهيدي على أن توفير النقل المدرسي شكل أحد أبرز الإنجازات المحققة خلال الفترة الأخيرة. إذ تم إطلاق مشروع شامل يستهدف التلاميذ في المناطق القروية، مع تزويد الأسطول بتقنيات حديثة لضمان السلامة والفعالية. واعتبرت أن هذا الورش يمثل خطوة مهمة نحو العدالة المجالية في الولوج إلى التعليم، وهو ما حظي بارتياح كبير من طرف الأسر.
تحديات تنموية وملفات عالقة
بالرغم من هذه الإنجازات، لم تخف الزاهيدي وجود تحديات لا تزال مطروحة بقوة، من بينها ضعف البنية التحتية في بعض الجماعات، ووجود تفاوتات مجالية تتطلب مقاربة شمولية. كما أشارت إلى أن هناك مشاريع لا تزال قيد الإعداد أو التنفيذ، وتتطلب دعما أكبر من السلطات المركزية والجهوية لتسريع وتيرة الإنجاز.
من الحزب السابق إلى التجمع الوطني للأحرار
في سياق حديثها عن تحولها الحزبي، قالت الزاهيدي إن انضمامها إلى حزب التجمع الوطني للأحرار كان نتاج تفكير عميق، ولقناعة مشتركة بضرورة الاشتغال داخل حزب يتقاسم نفس الرؤية التنموية. وأكدت أن “الترحيب الذي لقيته داخل الحزب شكّل حافزا إضافيا”، مشددة على أن “الناخب هو من يمنح القيمة الحقيقية للفاعل السياسي، من خلال العمل والنتائج، وليس فقط من خلال الانتماء الحزبي”.
تقييم أداء الحزب والرهان على ولاية ثانية
وبصفتها عضوا فاعلا داخل حزب يقود الحكومة الحالية، أكدت الزاهيدي أن التجمع الوطني للأحرار تمكن من الوفاء بجزء مهم من التزاماته، خاصة في ما يتعلق بتوسيع التغطية الصحية، وتفعيل برنامج الحماية الاجتماعية، وتحسين البنية التحتية في عدد من المناطق.
وأضافت أن السياق الوطني والدولي الصعب لم يكن حليفا للحكومة، ومع ذلك تم الحفاظ على وتيرة الإصلاحات. أما بخصوص آفاق الحزب في الانتخابات المقبلة، فعبرت عن ثقتها في أن “التجمع الوطني للأحرار لديه ما يكفي من الرصيد السياسي والتنموي لقيادة الحكومة لولاية ثانية”، مشيرة إلى أن الرهان الآن هو على تعميق الإصلاحات وتحقيق المزيد من النتائج الملموسة.
في ختام اللقاء، وجهت الزاهيدي رسالة للساكنة مفادها: “نحن هنا من أجل المواطن، نشتغل من الميدان، ونعرف هموم الناس عن قرب. طموحي أن نحدث فرقا حقيقيا في حياة السكان، وأن تكون ولايتي فرصة لبناء تنمية محلية عادلة ومتوازنة”.
اعتماد الزاهيدي تمثل نموذجا لقيادة نسائية فعالة داخل مؤسسات التدبير المحلي. بخلفيتها السياسية والاجتماعية، وانخراطها في ورش تنموي واسع، تؤكد من موقعها أن السياسة ليست فقط وعودا انتخابية، بل التزام يومي ومسؤولية مستمرة أمام المواطن.