الملك محمد السادس: لا مكان للحركات الانفصالية في العالم العربي والتحديات الراهنة تستوجب وحدة الصف

أكد الملك محمد السادس، في رسالة موجهة إلى القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة ببغداد، التزام المغرب الكامل بالانخراط في كل المبادرات الرامية إلى تعزيز العمل العربي المشترك، وتحقيق تطلعات الشعوب العربية في الأمن والاستقرار والتنمية.
وشدد الملك، في الخطاب الذي تلاه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، على أن الظرفية الدقيقة التي تنعقد فيها القمة تتطلب إرادة سياسية صادقة، قائمة على احترام السيادة الوطنية للدول ووحدتها الترابية، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية أو دعم الحركات الانفصالية التي لفظها التاريخ.
وأوضح أن فعالية العمل العربي المشترك تظل رهينة باستكمال ورش إصلاح جامعة الدول العربية، بما ينسجم مع طموحات الدول الأعضاء في إطار من التوافق.
كما دعا إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية بين الدول العربية، واعتبر أن الاستثمار في الطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة يشكل فرصة حقيقية لتحقيق التنمية والتحول نحو اقتصادات أكثر استدامة.
وفي سياق متصل، عبّر الملك عن أسفه لغياب دور فاعل لاتحاد المغرب العربي، خاصة في ما يتعلق بحرية تنقل الأشخاص والسلع ورؤوس الأموال بين دوله الخمس، رغم الإمكانات الكبيرة التي تزخر بها المنطقة.
وبخصوص الأوضاع في بعض الدول العربية، أكد الملك أن المغرب يواصل جهوده من أجل حل الأزمات بالطرق السلمية والحوار، بعيدًا عن منطق القوة والعنف. وذكر على وجه الخصوص بالأزمة الليبية، التي ساهم فيها المغرب منذ بدايتها بشكل فعّال، لدعم جهود التوافق بين الفرقاء الليبيين.
وفي ما يتعلق بسوريا، جدّد الملك موقف المغرب الداعم لوحدة سوريا وسيادتها، معلنًا عن قرار إعادة فتح السفارة المغربية بدمشق، والتي أُغلقت عام 2012، دعمًا للمسار السياسي في هذا البلد.
واختتم الملك خطابه بالتأكيد على أن المغرب يتابع بقلق التطورات في كل من اليمن والسودان ولبنان، مجددًا التزامه بدعم كل المساعي الرامية إلى إحلال السلم والاستقرار في العالم العربي، والحفاظ على سيادة وحدة الدول الشقيقة.