
يشهد سوق الجملة للحبوب في الدار البيضاء هذا العام تراجعا غير مسبوق في الحركة التجارية مقارنة بالسنوات الماضية. ففي الوقت الذي كان السوق يعج بالمواطنين الذين يحرصون على شراء الحبوب لإخراج زكاة الفطر بالطريقة التقليدية قبيل عيد الفطر، أصبح اليوم شبه خال بسبب تزايد الإقبال على أداء الزكاة نقدا.
أظهرت جولة ميدانية في السوق ملامح الركود التجاري بوضوح، حيث توقفت الحركة التجارية بشكل شبه كامل، بينما يعبر التجار عن استيائهم من تراجع الطلب. وأوضح أحدهم في تصريح قائلاً: “لم يعد الناس يشترون الحبوب كما في السابق، فالأغلبية تفضل إخراج الزكاة نقدا، لسهولة ذلك وسرعته.”
وأكد أمين السوق، عزيز وتيق، أن الدفع النقدي أصبح الخيار المفضل للكثير من الأسر، وخاصة تلك التي تضم عددا كبيرا من الأفراد. وأضاف: “في الماضي، كان الناس حريصين على شراء الحبوب وقياسها بالصاع، لكن الوضع اليوم اختلف تماما، والإقبال على الزكاة العينية يتراجع عاما بعد عام.”
ورغم هذا التحول، لا يزال بعض المواطنين يفضلون الطريقة التقليدية، حيث يواصل بعض التجار توفير “الصاع”، الذي يستخدم لقياس مقدار الزكاة العينية، والمقدر بحوالي 2.5 كيلوغرام من القمح أو الدقيق للفرد.
على الرغم من التغيير في أنماط أداء الزكاة، تظل زكاة الفطر ركنا ثابتا في الشريعة الإسلامية، تهدف إلى تطهير الصائم ومساعدة المحتاجين في استقبال العيد بكرامة. وقد أتاح الإسلام أداءها إما بشكل عيني أو نقدي، مع تزايد الإقبال على الخيار النقدي في السنوات الأخيرة.
هذا العام، حدد المجلس العلمي الأعلى قيمة الزكاة النقدية في 23 درهما للفرد، مما يعكس توجه المجتمع نحو حلول عملية ومرنة في أداء الشعائر الدينية.