
تحتضن مدينة سلا في الفترة ما بين 12 و15 يونيو 2025 فعاليات الدورة الحادية عشرة من الأيام الوطنية لنزهة الملحون، في تظاهرة ثقافية متميزة تكرس مكانة فن الملحون المغربي كأحد أعمدة التراث الشفهي والفني الأصيل. وتنظم هذه الدورة من طرف جمعية إدريس بن المامون للبحث والإبداع في فن الملحون، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة سلا، تحت شعار: “الاعتناء بأهل الملحون .. وفاء – تنمية – استدامة”.
وتنعقد دورة هذا العام تكريما للباحث والفاعل الثقافي والجمعوي الراحل عبد الرحمان الكرومبي، الذي يعد من أبرز حماة الذاكرة الثقافية في مدينة سلا، ومن الأسماء التي كرست حياتها لخدمة فن الملحون وتوثيق جوانبه الشعرية والموسيقية.
وتهدف هذه التظاهرة الوطنية إلى تعزيز الوعي الثقافي بـفن الملحون المغربي، وتوسيع قاعدته الجماهيرية، إلى جانب دعم الممارسين والمهتمين به من مختلف أنحاء المغرب. كما تروم هذه الدورة ترسيخ قيم الوفاء للموروث الثقافي، وتشجيع الإبداع في مجالات النظم، الإنشاد، والعزف، مع فتح المجال أمام الشباب لاكتشاف أسرار هذا الفن المتجذر.
ويشمل برنامج الأيام الوطنية تنظيم ندوات فكرية متخصصة في فن الملحون المغربي، وعروضا فنية يشارك فيها كبار المنشدين والمجموعات الفنية من مختلف المدن، إضافة إلى ورشات تكوينية موجهة للهواة والشباب الراغبين في تعلم أساليب الإنشاد والعزف على الآلات التقليدية. كما تعرف الدورة إصدار مؤلفات وتوقيع كتب جديدة تهم الذاكرة الفنية والأدبية لهذا التراث المغربي العريق.
وتختتم التظاهرة بجولة تقليدية رمزية على متن القوارب في نهر أبي رقراق، في مشهد احتفالي يجسد التفاعل بين جمالية الفضاء الطبيعي لمدينة سلا وعمقها الثقافي والفني، ويعكس الاستمرارية في الحفاظ على التقاليد الفنية ضمن رؤية شاملة تجمع بين الأصالة والاستدامة.
وتشكل الأيام الوطنية لنزهة الملحون بسلا موعدا ثقافيا سنويا بارزا ضمن روزنامة التظاهرات الفنية في المغرب، إذ تسعى إلى إعادة الاعتبار لفن الملحون كرافد من روافد الهوية الثقافية المغربية، وتعزيز حضوره في المشهد الوطني والدولي.