
شهدت العاصمة الرباط، مساء يوم الجمعة، تنظيم لقاء حول موضوع “الثقافة كرافعة للسلم بإفريقيا”، وذلك في إطار النسخة الثانية من اليوم العالمي للثقافة الإفريقية.
هذا الحدث، الذي نظمه المركز الثقافي “إكليل” التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، بشراكة مع جمعية منتدى النساء الإفريقيات، استضاف مدغشقر كضيف شرف، وسلط الضوء على أهمية الثقافة في تعزيز التماسك الاجتماعي والسلم والأمن داخل القارة الإفريقية وخارجها.
في كلمته خلال المناسبة، أشاد سفير مدغشقر بالمغرب، جوهاري هويلا راجوبسون، بالوحدة والتضامن بين الشعوب الإفريقية، وعبر عن امتنانه للمغرب على حفاوة الاستقبال والتنظيم المتميز لهذا الحدث. كما أشار إلى أن المغرب، بتراثه الثقافي والتاريخي الغني، يُعد قوة ثقافية بارزة في إفريقيا، مبرزًا أن مشاركة مدغشقر كضيف شرف تعكس العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، خصوصًا منذ فترة نفي الملك الراحل محمد الخامس إلى مدغشقر.
وأكد راجوبسون أن تعزيز الثقافة الإفريقية يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الحوار والسلام، مشيرًا إلى أن القارة تزخر بتنوع ثقافي وعرقي وديني يشكل أساسًا للهوية والتنمية.
من جهتها، أكدت نعيمة كورشي، رئيسة جمعية منتدى النساء الإفريقيات، أن الاحتفاء باليوم العالمي للثقافة الإفريقية، الذي أقرته “اليونسكو”، يهدف إلى تعزيز التنوع الثقافي. وأوضحت أن المغرب يمثل نموذجًا عالميًا للعيش المشترك والسلام، بفضل سياساته التي تحارب الكراهية وتعزز التسامح، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.
بدورها، أشارت كارين سميث من جامعة الأخوين بإفران إلى أبحاثها التي تناولت كيفية بناء جسور التواصل بين الطلبة من مختلف الثقافات والأديان، بهدف خلق جيل يتمتع بالازدهار والرفاه.
تخللت هذه التظاهرة الثقافية جلسة نقاش شارك فيها خبراء وباحثون جامعيون، تناولت موضوعات متنوعة مثل الثقافة والهوية، الحوار بين الثقافات والأديان، دور الثقافة في حل النزاعات، والتوعية بثقافة السلام والتسامح. كما تضمنت الفعالية معارض فنية تحتفي بثراء الثقافة الإفريقية، إلى جانب أروقة للحرف اليدوية للتعريف بإبداعات الحرفيين الأفارقة.